شهدت مدينة الدار البيضاء العديد من الانتفاضات والأحداث الدموية على امتداد القرن العشرين، بعضها حدث قبل فرض نظام الحماية، بينما وقعت أخرى خلال استعمار البلاد، لكن مظاهرات أخرى وقعت رغم زوال آلة المستعمر .هنا استعراض لأهم الانتفاضات التي سالت فيها الدماء بشوارع المدينة.
عصفت بمدينة الدار البيضاء ومنطقة الشاوية أحداث ومظاهرات هزت كيانها، وذلك منذ مطلع القرن العشرين، أي قبل توقيع وثيقة الحماية على المغرب، بل وتعتبر إحداها ممهدة لاحتلال الإيالة الشريفة من طرف القوات الفرنسية، ويتعلق الأمر بما عرف بأحداث الشاوية سنة .1907قبل الحديث عن ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الأحداث كانت ممهدة لانتفاضة .1907 يشير المؤرخ نور الدين فردي أنه ما بين 1903 و1907 عرفت الشاوية بعض الانتفاضات ضد قوات ممثلي المخزن، حيث قام السكان بتخريب العديد من القصبات، مما أسفر «عن تكوين وعي لدى القبائل بضرورة الاعتماد على نفسها في مواجهة جميع أشكال التعسفات»، حسب المؤرخ. وبعد احتلال مدينة وجدة في مارس ،1907 نصبت فرنسا أعينها على مدينة الدار البيضاء كوجهة موالية، باعتبارها موقعا استراتيجيا وتجاريا مهما. وقد جاء هذا بعد مشاركة فرنسا في مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة ،1906 الذي عزمت فيه على نيل حصتها من “الكعكة الإفريقية“، فبدأت التوغل في مناطق مغربية بحجج متنوعة.
ترجع أحداث الشاوية إلى شروع شركة فرنسية في إصلاح مرسى الدار البيضاء ومد سكة الحديد المتصلة به، فاستوجب الأمر تثبيت مراقبين فرنسيين على تلك الورشات، لكن جماعة من ممثلي قبائل الشاوية المجاورة، كما يقول المؤرخ علال الخديمي، طالبوا بطرد المراقبين الفرنسيين وإيقاف قاطرة السكة الحديدية، ومقاطعة التعامل مع الجالية الفرنسية. تطور التوتر وقاد إلى نشوب شجار واقتتال بين مجموعة من المغاربة وبعض العمال يوم 30 يوليوز، وتقول بعض الروايات إن سبب الشجار هو أن الأشغال طالت مقبرة للمسلمين. وأسفر الشجار عن وفاة «تسعة عمال أجانب وبعض المغاربة».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 129 من مجلتكم «زمان»