حملت مدينة الدار البيضاء، منذ القديم، مكونا جينيا جعلها تتميز عن باقي المدن، وتخرج عن ”فكر القطيع”.
يتحدث ليون الأفريقي (الحسن الوزان) عن سكان مدينة أنفا (الدار البيضاء الحالية)، قائلا إنهم كانوا يتأنقون في ملبسهم ويحبون أن يظهروا بمظهر لائق، كما كانوا يتميزون بإحساسهم بالكرامة وعزة النفس ورغبتهم بالاستقلال بالرأي وإثبات الذات، وهو ما جلب عليهم كثيرا من المشاكل. وكان ليون الأفريقي يتحدث عن كون مدينة أنفا كانت عاصمة دولة البرغواطيين الذين اتهمهم المرابطون بالخروج عن الإسلام واختلاق دين آخر، واتبعوا من أجل ذلك نبيا خاصا بهم. هذه الحرية في الرأي والخروج عن فكر القطيع، سوف تلازم مدينة الدار البيضاء وكأنها أصبحت مكونا جينيا لهذه الحاضرة. عندما هدم المرابطون المدينة وأبادوا أهلها وأحرقوا مزارعهم وكل ما يدب على الأرض من حواليهم وفَرَّ من فَرَّ منهم إلى أصقاع بعيدة...، بقيت المدينة مهدمة إلى أن أعاد المرينيون بناءها، وتقاطر على مرساها خلال القرن 14م، العديد من التجار الأوربيين، ثم عادت إلى وضع الخراب على إثر زلزال لشبونة في النصف الثاني من القرن 15م.
موليم لعروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 129 من مجلتكم «زمان»