يطلق مصطلح الدواب عادة على ذوات الحوافر من الحيوانات من خيول وبغال وحمير، وقد ارتبطت تربيتها وتحسين نسلها بمجهودات الإنسان عبر العصور. “زمان” تستعرض هذه المجهودات في مغرب العصر الوسيط، والأدوار التي أنيطت بها خلال هذه الرحلة التاريخية.
نادرة هي إشارات المصادر المغربية الوسيطية عن الخيول. لذا، يحيط بأصولها في المغرب الكثير من علامات استفهام، فثمة فرضية ترجح أن يكون الفرس المغربي الأصيل، الذي أسماه الحسن الوزان خلال أواخر العصر الوسيط بالبربري، ينحدر من صنف دجن في بلاد الشام أو الجزيرة العربية، ودخل إلى بلاد المغرب مع «الهجرات الأولى التي قامت بها الشعوب القديمة نحو الشمال والغرب». غير أن هذه الفرضية تظل هشة، مادامت عملية التدجين تمت خلال أزمنة وفي أمكنة مختلفة، وهي عملية متكررة. وعلى هذه الأساس، لا يستبعد دور المغاربة في تدجين عدد من الحيوانات البرية المحلية ومنها الخيول التي جذبتها المراعي والبراري والمروج الجيدة، ذات المناخ الملائم لوجودها.
أنواع الخيول في المغرب
لا تسعف المصادر، سوى في معرفة نزر يسير عن أنواع الخيول في مغرب العصر الوسيط. فهناك خيول أطلق عليها “الحميدية”، نسبة «إلى حميد وهم فرع من قبيلة بني حسان الغمارية»، وقد عرفت بجودتها، وخيول “فازازية”، نسبة بني فازاز في جبال فازاز (الأطلس المتوسط والجزء الشرقي من الهضبة الوسطى). وكلا النوعين استفادا من ظروف طبيعية ملائمة في التربية، ورعاية معتبرة من القبيلتين، فحسن إنتاجهما. وإذا كان هذا الوضع ينطبق على القرنين 5-6هـ/ 11-12م، وفق كتب الجغرافيا، فإن الوزان، وهو الذي عاش أواخر العصر الوسيط، لم يشر إلى الخيول الحميدية. في المقابل، ذكر نوعين من الخيول المغربية، نوع «بربري» عرف في أوربا باسم بارب (Barb)، ونوع «عربي» ظهر في بلاد المغرب مع وصول المسلمين إلى هذا المجال.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»