في نهاية أبريل وبداية ماي 1974 انتظم بمشهد بإيران، مؤتمر دولي حول الألفية لرئيس الطائفة الشيعية الشيخ الطوسي، ضم جمهرة من علماء المسلمين والباحثين والمستشرقين .والطريف أن رئاسة هذا المؤتمر، الشيعي بامتياز، الذي انعقد في مدينة مشهد حيث يرقد جثمان الشريف المرتضى، أوكلت لعالم سُنِّي، هو علال الفاسي.
أبحر علال الفاسي في فكر الشيخ الطوسي، وهو من المراجع الأساسية في جمع الحديث من مرجعية شيعية، ووقف على تطور فكره، في مولده بطوس التي أنجبت واحدا من أئمة السُّنة، وهو أبو حامد الغزالي، وارتوى فكر الطوسي في النجف، وبه أرسى مدرسة أنجبت رؤوسا من أئمة التشيع. ولم يذهل علال الفاسي عن المؤثرات السُّنية في فكر الطوسي، ومنها المعتزلة… مثلما وقف كذلك عند أوجه التشابه والافتراق ما بين الغزالي والطوسي… بيد أن الطوسي، يبقى مجددا كما في المرجعية الشيعية، وليس مقلدا. طار علال الفاسي من طهران إلى الكويت، وبها وجّه نداء من أجل الوحدة الترابية للمغرب، باسترجاع صحرائه، ومن الكويت توجه إلى بوخارسيت، عاصمة رومانيا، كي يتلقي برئيسها نيكولاي تشاوتشيسكو. يحكي امحمد بوستة، في حوار سبق له أن خص به مجلة “زمان“ بالفرنسية، أن علال الفاسي أسرّ له وهما في قاعة الانتظار، إلى جانب عبد الحفيظ القادري، أن انشقاق الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عن حزب الاستقلال، كان خطأ، وكان يمكن إبطاله لو أبدى الإخوان في الجناح اليساري لحزب الاستقلال استعدادا للحوار، وينبغي العمل من أجل توحيد الجناحين، والنقطة الثانية، وهو أنه لا ينبغي ترك الملك لوحده، وينبغي الالتفاف حوله، لأن النفور عنه، يجعله في قبضة البنية الأمنية…
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 127 من مجلتكم «زمان»