انطلق الدلائيون من زاوية، شأنهم شأن كافة القوى المحلية التي كانت منتشرة بالمغرب، لتأسيس دولة، غير أن مُلكهم لم يستمر طويلا.
عرف المغرب بعد المنصور الذهبي فترة من القلاقل أفضت إلى ما يشبه دويلات، أو عبارة عن ملوك طوائف، إلى أن تم توحيد المغرب من قِبل السلطان المولاي رشيد، مؤسس الدولة العلوية. ظل الشعور السائد في التاريخ الرسمي، أن تلك الفترة مرحلة كالحة، سياسيا وثقافيا، لا يحق الوقوف عليها. وكانت القراءات التي تتم اختزالية ومؤدلجة، إلى فترة الحماية حيث بدأ الاهتمام بها .ويرجع الفضل للاهتمام بهذه الفترة إلى ليفي بروفانسال الذي اكتشف مخطوط سليمان الحوات “البدور الضاوية في التعريف بالسادات أهل الزاوية الدلائية“. وللزاوية الدلائية إلى جانب زاوية إيليغ دور سياسي وثقافي، ولنا مرجع لا مندوحة عنه هو “إيليغ قديما وحديثا“ للمختار السوسي… ويرى جاك بيرك في الزاوية الدلائية محاولة قومية ضاعت. ويعود الفضل إلى محمد حجي، إذ خص دبلوم الدراسات العليا، عن الزاوية الدلائية، ودورها العلمي والديني والسياسي. تفيد هذه الفترة المؤرخ، في لحظة تكالبت فيه عليه القوى المسيحية. وتفيد عالم السياسة لأنها مُختبر مُعبّر عن دور الزوايا، وتغيير المشهد الثقافي في المغرب حيث لم تبق القبيلة نواة السطلة. نعرف المآل السياسي للزاوية الدلائية، ولا يمكن أن نبخسها دورها سواء السياسي، والثقافي بخاصة، حيث كانت مشتلا لفقهاء مبرزين، وعلماء أفذاذ، ومنارة للتصوف الشاذلي.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 114 من مجلتكم «زمان»