في الوقت الذي كان السلطان مولاي عبد الحفيظ يسعى لاستتباب الأمن في الإيالة الشريفة، تزعم أخوه مولاي الزين انقلابا عنيفا ضده سنة 1911فبايعته عدة قبائل سلطانا للمغرب، وشكل مخزنا وحكومة خاصة به. فما حكاية هذا ”السلطان المنسي” وثورته؟ وكيف كانت نهايته؟
جاء انقلاب مولاي الزين وتنصيبه “سلطانا“ كنتيجة وسبب لحدثين بارزين عرفهما المغرب؛ فهو نتيجة لصراع مولاي عبد الحفيظ مع أخيه مولاي عبد العزيز، وكذلك سبب سرّع توقيع الحماية الفرنسية سنة 1912 منذ بداية القرن العشرين، بدأت علاقة المخزن بالقبائل تسوء بشكل كبير، وزادت الأوضاع تدهورا مع تولي السلطان مولاي عبد الحفيظ العرش بعد انقلابه على أخيه مولاي عبد العزيز سنة 1908 وتكوين حلف من الأنصار والمؤيدين له. وسميت بيعته بالبيعة المشروطة التي تعهد فيها بالكفاح ضد التدخل الأجنبي في المغرب وإخماد الثورات، فلقب على إثرها بـ“سلطان الجهاد“. لكن لم تكن بيعته نهاية لمرحلة التمردات، بل على العكس، استمر ظهور القلاقل هنا وهناك، وزادت حدتها بدءا من سنة 1910 حين توحدت بعض القبائل وواجهت “خصمين“ هما مخزن السلطان والقوى الأجنبية. أدى هذا التوجه الجديد إلى وقوع انتفاضة عنيفة في فبراير 1911 تزعمتها قبيلة بني مطير، وتسببت في حدوث انقلاب على حكم مولاي عبد الحفيظ ومحاولة خلعه، وأيضا إلى مبايعة بديل عنه هو شقيقه مولاي الزين. قبل الخوض في طبيعة تمرد مولاي الزين وتنصيبه سلطانا بديلا للمغرب، وجب الإشارة إلى الأوضاع السياسية والمناصب الإدارية التي حدت بالقبائل إلى أن تثور في وجه المخزن.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 91 من مجلتكم «زمان»