انتهت عملية شد الحبل بين محمد بن يوسف وسلطات الحماية الفرنسية بنفي السلطان وأفراد عائلته إلى خارج البلاد .غير أن تلك النهاية كانت بداية بزوغ فجر الاستقلال.
شكل مطلع الخمسينات من القرن العشرين مرحلة حاسمة في حياة السلطان محمد الخامس، ومصير ومستقبل البلاد، نظرا لخصوصية ودقة هذه الفترة التاريخية التي كانت مليئة بالأحداث والتحديات، أبرزها إقدام الجنرال غيوم على خطوة غير محسوبة العواقب، وهي خلع سلطان البلاد محمد بن يوسف في 20 غشت 1953، خطوة كان يرمي من ورائها القضاء على السيادة المغربية، ولكن في الحقيقة كانت الخطوة الأولى للقضاء على الاستعمار في المغرب. فما سياق وصول الجنرال أوغستان غيوم إلى المغرب؟ وما ملامح سياسته؟ وما حيثيات إقدامه على نفي سلطان المغرب محمد بن يوسف؟ وما هي أبرز مواقف محمد بن يوسف تجاه الإقامة العامة خلال هذه الفترة؟ لم يكن لما جنته الإقامة العامة بعد فشل مؤامرة عزل السلطان محمد بن يوسف سنة 1951 شيء يذكر، فقد كان من البديهي أن السلطان ظل متشبثا بالدفاع المستميت عن مواقفه .ولم تعرف الأجواء السياسية بالمغرب صفاء في الشهور القليلة التي قضاها جوان بالمغرب بعد الفشل الذي مني به. وحين غادر هذا الأخير المغرب في 20 شتنبر 1951، سيقول لفيالقه بأنه هو الذي عين الجنرال غيوم وأن هذا الأخير لن يكون في الرباط سوى منفذ لمخططه.
جلال زين العابدين
تتمة المقال تجدونها في العدد 137 من مجلتكم «زمان»