نهج سلاطين الدولة العلوية سياسة التحكم في المجال وتأمينه من الأخطار الداخلية والخارجية بوسائل مختلفة منها العمارة العسكرية، التي طبعت بخصائص جديدة ارتباطا بالسياقات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي أفرزتها وضعية حكمهم.
يقصد بالعمارة العسكرية كل بناء محصن، وإذا سقط التحصين تسقط عنه هاته الصفة، والمعروف أن الوظيفة الأساسية لهاته التحصينات العسكرية هي المقاومة والهجوم ورد الهجوم. خلال عصر الدولة العلوية، تركز الكتابات العسكرية على سياسة المولى إسماعيل في بناء القصبات، وكذا سياسية السلطان سيدي محمد بن عبدا لله في بناء العمارة العسكرية الساحلية، فقد برع في بناء الصقالات، حيث استقدم هذا النموذج من البرتغال، وحاول أن يطبقه في مجموعة من المدن الساحلية المغربية.
قصبات المولى إسماعيل
بداية، وجب الإشارة إلى أن القصبة كعمارة عسكرية داخل المدينة المسورة تتميز بتنوع العناصر المعمارية بداخلها، حيث يوجد بها أبراج، ومنازل، وقاعة للصلاة، ودور للخدم والموظفين الذين يشتغلون هناك… وكانت مرتبطة في العصر الوسيط بالنواة الحضرية (الجامع، السوق الكبير). لكن مع الدولة العلوية، بدأت تظهر مجموعة من القصبات خارج المدن، ارتبطت بالطرق والقوافل التجارية. في هذا الصدد، يقول الباحث في تاريخ الفن وعلم الآثار الإسلامي، أحمد أشعبان: «تغيرت وظيفة القصبة منذ القرن الثامن عشر، فبينما كانت تشغل قبل هذا التاريخ عمارة داخل مسورة مدينة ما، وتدعى دار المخزن أو دار الإمارة أو القصبة أيضا، أصبحت بعد هذا التاريخ تقوم مقام القلاع والحصون، التي كانت تشيد عادة بعيدة عن المدن (نموذج قصبات الشاوية)».
تتمة المقال تجدونها في العدد 97 من مجلتكم «زمان»