نزل، حديثا، إلى الأسواق كتاب بعنوان «مذكرات الفقيه الفكيكي، محمد بوراس… سفر في زمن المقاومة والنضال 1946-1980». وفيه يتحدث عن مساره الحياتي والنضالي، بين عهدي الاستعمار والاستقلال، وأيضا عن رحلته الطويلة في المنافي، طيلة 20 سنة، قبل أن يقرر العودة للمغرب في عام 1980. محمد بوراس المعروف بلقب «الفقيه الفكيكي»، خص «زمان» بنسخة من الكتاب، وارتأت المجلة أن تنشر، بتصرف، مقتطفات منه، خاصة تلك المتعلقة بجيش التحرير في المنطقة الشرقية.
الطريق إلى الشرق
“في سنة 1957، حبذ السي علال الفاسي أن أذهب إلى ناحية فكيك بعدما تفشت الفوضى في تلك الجهة، فيما كانت عناصر من جبهة التحرير الجزائرية تتعسف على المواطنين. صادف التاريخ، الذي قررت فيه الذهاب إلى فكيك، شهر يونيو، ورافقني في المرة الأولى كريم حجاج على أساس أن يتولى إلى جانبي المسألة العسكرية على اعتبار أنه كان في جيش التحرير، وقياديا مسؤولا عن منطقة تاونات، لكنه اضطر إلى مغادرة المكان لأن الحال لم ترقه هنالك. فعمدت أن يرافقني، لمساعدتي، كل من أحمد بن بوشعيب وفهمي بلعيد وناصح محجوب ومبارك الورداني والسكتاني كمسؤولين عسكريين، وكلهم كانوا مقاومين. وفيما بعد التحق بنا عمر النعيمي وحمو الرحموني وآخرون. بدأنا عملنا في الريصاني، قبل أن نقرر الانتقال إلى أرفود، وهناك قمنا باحتلال محل كبير، كان يستغله يهودي لتصفية المعادن قبل أن يغادر بدون رجعة، وأنشأنا به ثكنة عسكرية، خصصنا بها مركزا للقيادة ومحلا آخر للجنود. وبعد أسابيع أقمنا مركزا عسكريا آخر ببوعنان بالقرب من ثكنة للجيش الفرنسي الذي لم يكن قد غادر المغرب بعد”.
بين الفرنسيين وجزائريي جبهة التحرير
كان الوضع في المنطقة الشرقية صعبا للغاية. فقد كان يوجد بها الفرنسيون وجزائريون من جبهة التحرير الوطني… وكان الأخيرون يعيثون فسادا في المنطقة، خاصة في فكيك، بل كانوا يعملون على اعتقال كل من لا يريد مساعدتهم أو التعاون معهم، سواء كان مغربيا أو جزائريا… أمام هذا الوضع، فكرنا في التوسع إلى بوعرفة وفكيك قصد العمل على مزاحمتهم بعض الشيء… لقد كنا في البداية، ولم نكن نتوفر على الإطار وعدد جنودنا قليل، كنا نستقدم أغلبهم من بني ملال.
أما بالنسبة للسلاح، فقد كان بلحاج بوبو يتوفر عليه، لكنه تلقى أوامر بأن يتوقف عن مهامه، وكان يحتفظ بمليوني سنتيم، فطلبنا منه أن يسلمنا السلاح مقابل أن يحتفظ بالمال… لكن أعطانا قطعا منه وظل الكثير معه، وذلك كي يستعرضه الجنود التابعون له والذين سيلتحقون بالجيش الملكي أمام القصر… بعدها اضطررنا إلى جلب ذخيرتنا من السلاح من كلميم”.
هيئة التحرير
تتمة الحوار تجدونها في العدد 26 من مجلتكم «زمان»