ارتبط ظهور القاعات السينمائية في المغرب بالمرحلة الاستعمارية. ستحاول هاته الورقة تعقب البدايات الأولى لتأسيس هاته القاعات، ومختلف المراحل التي مرت منها.
تعيش القاعات السينمائية حالة من التهميش، أدى إلى إغلاق عدد كبير منها، وضياع جزء من الذاكرة الثقافية للبلاد. إلا أن البدايات لم تكن كذلك، حيث أعطت سلطات الحماية أهمية بالغة لبناء القاعات السينمائية، بغية توظيفها في الترويج للطروحات التي تظهر الاستعمار كتجربة ستدخل الحضارة إلى المغرب .وبعيدا عن الخلفيات السياسية، يمكن رؤية الأمر من زاوية أخرى، أكثر إيجابية، وهي أن الذهاب إلى السينما غير من طبيعة النشاطات التقليدية للسكان، حيث أصبحت إحدى وسائل تسليتهم، وأماكن للالتقاء والتعارف ..ومع تطور الوعي السينمائي، انصب اهتمام المشاهد على طبيعة الأعمال التي تعرض .يقول المخرج الإيطالي فيديريكو فليني: «الذهاب إلى السينما أشبه بالعودة إلى الرحم، فأنت تجلس هناك ساكنا متأملا في الظلام تنتظر الحياة لتظهر على الشاشة». حرصت سلطات الحماية مبكرا على توظيف السينما لما يخدم مصالحها بالمغرب، فسارعت سنة 1912 إلى إقامة أول عرض سينمائي عمومي بمدينة فاس، لقي نجاحا كبيرا حسبما صرح به رئيس غرفة النقابة السينماتوغرافية لشمال إفريقيا بقوله: «كان المغاربة مبهورين ومذهولين بكل ما أظهرته الأشرطة، أنا متأكد أن مثل هذه الأمسية سيكون لها تأثير ونتائج ثمينة».
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 131/130 من مجلتكم «زمان»