سجل التاريخ أن طارق بن زياد عبر المضيق وغزا إسبانيا، لكنه ظل ساكتا أو شبه ساكت عن القبائل الكبيرة التي قدمت الرجال والسلاح .هنا تكشف ”زمان “عن أجزاء من الموضوع.
اليوم نحن مدينون بمعرفة أفضل عن تحركات السكان البربر نحو إسبانيا للعمل البحثي الذي جمع بشكل منهجي المصادر العربية والمصادر المسيحية ومعطيات عن أسماء المواقع الجغرافية الأندلسية وعلم الآثار. ويظهر هنا اسمان كبيران بين الرواد، هما ليفي بروفنسال، وخلفه بوش فيلا .اعتمدت لوائحهما في الأساس على تفسير ابن حزم، لكنها لا تتفق مع بعضها البعض تماما. تضم لائحة بوش فيلا الواردة في الموسوعة الأمازيغية القبائل الآتية: مطغرة، ومديونة، ومكناسة، وهوارة، ونفزاوة، وغمارة، ومصمودة .فيما تشمل لائحة ليفي بروفنسال، اعتمادا على ابن حزم أيضًا ملزوزة (وهم مغيلة) وأوربة. يشير هذا المؤرخ، استنادا إلى ابن خلدون، إلى أن التشكيلات الأربعة الرئيسة التي قامت بدور في بداية فتح الأندلس، هي مطغرة، ومديونة، ومكناسة، وهوارة .ويكتب بروفنسال نفزة بدلاً من نفزاوة مخالفا بوش فيلا. وبينما أضاف ابن حزم قبيلتين هما صنهاجة وكتامة، لا يحتفظ بهما ليفي بروفنسال لأنهما ترتبطان كثيرًا بالديناميكيات القبلية اللاحقة والمعاصرة لابن حزم. لذلك، لا شيء يبدو نهائيًا في هذه اللوائح، لكن يمكن الاحتفاظ بالمكونات الرئيسة التي تتوافق جيدًا مع الجغرافيا القبلية المعقولة في وقت فتح الأندلس .في المقابل، نُفاجأ بعدم العثور في هذه اللوائح على قبيلتي لواتة ومزياتة، وهما أول قبيلتين كبيرتين اعتنقتا الإسلام وأدمجتا في القوات العربية. لا تذكر المصادر ذلك، لكن هذين العنصرين ربما كانا جزءًا من الجيش العربي الذي قاده الوالي موسى بن نصير عندما جاء للانضمام إلى طارق في الأندلس، في وقت لاحق.
كريكوري لازاريف
تتمة المقال تجدونها في العدد 132 من مجلتكم «زمان»