كانت القبيلة المغربية حاضرة بالدراسة والبحث والتمحيص في الكتابات الأجنبية التي كانت تحاول فهم بنية المجتمع المغربي. هكذا ومنذ تأسيس البعثة العلمية، تناسلت الكتابات عن طبيعة القبيلة المغربية. تستعرض هذه الورقة عددا من الأمثلة البارزة أبرزها ما توصل إليه بيرك ومونتاني.
مثلت القبيلة، منذ البوادر الأولى لاستعمار المغرب، مقولة رئيسية بل مفهوما مركزيا لمعظم الدراسات الاجتماعية التي أنجزت خلال تلك الفترة حول المجتمع المغربي. وليس ذلك غريبا على الإطلاق ما دام أن القبيلة شكلت عائقا أمام محاولات التسرب الأجنبي. ولتعبيد الطريق أمام الاحتلال، كان لابد من معرفة الخصوصيات السوسيو-ثقافية للمجتمع المستهدف. ولأجل استمالة القبائل، عمل المستعمر على تكليف عدد من المراقبين المدنيين وضباط الشؤون الأهلية والباحثين المتخصصين بالقيام بدراسة مكامن الضعف والقوة لدى القبائل، وجمع المعطيات والمعلومات حول المجتمع المزمع استعماره وحشد الوقائع التجريبية. هكذا، تراكمت الدراسات التي قاربت موضوع القبيلة. وعموما يمكن القول إن السوسيولوجيا الكولونيالية قد انطلقت من أطروحات الثنائيات والتناقضات بين القوى المحلية، التي يمكنها أن تعزز سلطة الاستعمار. لذلك، سادت مقاربة عرقية تضع القبيلة البربرية في تناقض مع القبيلة العربية.
انطلق عمل روبير مونتاني من هذه الثنائيات التي تحكم النظام الاجتماعي والسياسي المغربي، إذ كلف المقيم العام ليوطي مونتاني، وهو ضابط سابق في المخابرات السياسية البحرية، بدراسة أصول السلطة عند القياد الكبار وكذا القبائل المتمردة في الجنوب، التي كانت معروفة بتنظيمها المحكم.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019