تمثل القبيلة في المغرب، منذ قرون، كيانا اجتماعيا أساسيا. فقد تعايشت أحيانا في مناخ من الصراع، وأحيانا في وئام مع تنظيمين رئيسيين آخرين، داخل المجتمع المغربي، هما المخزن والزاوية.
كانت القبيلة، على ما هو ظاهر، مهيمنة بشكل كبير على مستوى الضبط الاجتماعي، على الأقل إلى حدود القرن الثاني عشر. وقد ساهم ظهور الزاوية وتعزيز الطابع “الدولتي” عند الموحدين في بداية تضعضع قوة القبيلة. والمخزن والزاوية هما كيانان عرضيان أي يجمعان أكثر من قبيلة (Transtribal)، تداخلا عبر القرون مع الأنا الأعلى القبلي، وأضعفاه تدريجيا خصوصا في المراكز الحضرية وما حولها. ورغم ذلك، فإن القبيلة وخصوصا في الجنوب ما تزال إلى يومنا هذا هيكلا تمثيليا لا يمكن تجاهله.
إن أسلمة وتعريب السكان المغاربة بشكل تدريجي وصعود الإيديولوجية الشريفية ابتداء من القرن الخامس عشر، جسدا ثقلا مضادا هاما في مقابل القبلية كتنظيم رمزي. هذا لا يعني، على الإطلاق، صحة ما حملته مزاعم التاريخ الكولونيالي، من كون القبيلة العربية كانت أداة في يد الدولة، في مقابل القبيلة البربرية التي كانت -حسب هذا الادعاء- ظاهرة فوضوية ورافضة للاندماج في أي هيكل أو تنظيم يمكن أن يشبه الدولة القومية.
فالقبيلة في المغرب، سواء كانت أمازيغية أو عربية، سهرت -خصوصا خلال مراحل ضعف السلطة المركزية- على حفظ أمن الأفراد، ونظام الإنتاج وبالتالي استمراريتها بل وإعادة إنتاج نفسها.
تتمة المقال تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019