ألصق المجتمع تدخين الكيف بجماعة “هداوة”، نسبة إلى شيخهم سيدي هدي دفين بني عروس بشمال المغرب، واستمر طويلا في إغراء متعاطيه، قبل أن ينسحب أمام سيطرة ”الجوان.”
لعل الصورة التي ألصقها المجتمع بمدخن الكيف انتقلت إليه من أولئك التائهين الذين نسميهم “هداوة“. وبما أننا لا نعرف عنهم شيئا، أو أن المجتمع قرر نبذهم، فإنه اعتبر أن كل هداوي هو بالضرورة متسكع، ودون أي هدف في الحياة. لذا، فإنه يتعاطى الحشيش وربما السرقة والعنف. وبالفعل، فإن هداوة يتعاطون بطريقة خاصة للكيف. غير أن المجتمع لا يعرف شيئا عن هذه الطائفة التي اختارت أن تعيش هكذا، وهم أبعد ما يكون عن التيه كما تفهمه العامة. كل ما نعرف عن الهداوي هو لباسه المكون أساسا من “الدربال“ أو “الدِّربالة“ وهي لغة، حسب القواميس، ثوب خشن يلبيه الشحاذون، وبه كنوا أبا دِرْبَالة عند المشرقيين. كما أنهم يتركون شعر الرأس يطول، وغالبا ما ينتبهون إلى الاعتناء به. ولبس “الدربال“ عند هداوة اختيار عقدي، يندرج داخل منظومة صوفية تواجدت ببلاد المسلمين والمسيحين على السواء. وقد تكون أصول هذا الفكر من الشرق الأقصى حيث أن بعض تيارات البوذية تتبنى هذا النوع من إخضاع النفس والجسد لمحن تجعلهما يتعرفان إلى حدودهما الآدمية .أما تسميتهم بهداوة في المغرب، فذلك نسبة لشيخهم سيدي هدي دفين بني عروس بشمال المغرب غير بعيد عن جبل عَلاَم حيث ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش.
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 90 من مجلتكم «زمان»