بدأ التفكير في بناء ملعب كبير يليق بحجم الدار البيضاء، في منتصف أربعينات القرن الماضي، قبل أن يتجسد على أرض الوقائع في سنة .1955″زمان” تعرض عليكم تذكرة عودة إلى هذا الصرح الذي أصبح البيضاويون، اليوم، يختلفون حول جدواه.
شهدت مدينة الدار البيضاء خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الكثير من التبدلات والتغيرات، التي مست بالأساس تشكيلتها البشرية وتركيبتها العمرانية. ويرجع ذلك لكثرة أعداد الوافدين عليها من الأجانب كمستثمرين، أو المغاربة من مختلف مناطق المغرب كيد عاملة. وقد سعى الأوربيون إلى فرض نظامهم بالمدينة، وخاصة ما يتعلق بتدبير شؤونها مما انعكس على هيئتها العامة، وحولها ذلك إلى مدينة بمواصفات حديثة جعلت الكثير من الكتابات الأجنبية تنعتها بالمدينة الأوروبية، وقد تكرس هذا الوضع بعد خضوعها للاحتلال الفرنسي سنة .1907
لقد بدأت ملامح المدينة تتغير منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين، فقد واكب الاستقرار التدريجي للأجانب لممارسة التجارة، تحول كبير في وظيفة المدينة التي كانت في السابق عبارة عن مرفأ صغير، وقد كان لتطور المدينة وتحولها إلى قطب مالي وتجاري دور كبير في تغيير بنيتها الديموغرافية والحضارية.
اقتضى الوضع الجديد للدار البيضاء كمدينة كبيرة في ظل الحماية الفرنسية، تزويدها بفضاءات لممارسة الرياضة واحتضان مختلف التظاهرات مغاربيا ودوليا .وفي هذا الصدد، وبداية من عام ،1949 عقدت إدارة الحماية الفرنسية بالمدينة اجتماعا كانت الغاية منه الحصول على عقار أو مساحة مناسبة من الأرض تسمح بإنشاء ملعب رياضي كبير بمواصفات عالمية، حسب ما تقتضيه معايير تلك الفترة. كانت الأرض، التي وقع الاختيار عليها لبناء الملعب، في ملكية بعض المعمرين الفرنسيين، وقد نُزعت منهم بمقتضى تحقيق المصلحة العمومية والأمور المستعجلة الرامية إلى بناء ملعب كبير بالدار البيضاء.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 113 من مجلتكم «زمان»