مباشرة بعد استقلال المغرب، أو لاحقا خلال السبعينات والثمانينات، اختار الطرف الأقوى خلق سجون سرية لتعذيب المختلفين معه.
عاش المغرب بعد الاستقلال جوا مضطربا على المستويين السياسي والاجتماعي. وقد خلفت هذه الأحداث التي عرفها المغرب سواء مباشرة بعد الاستقلال بين أقطاب الحركة الوطنية فيما بينهم، أو بعد ذلك بين اليسار والنظام العديد من الضحايا من المختطفين والمعتقلين، أودعوا في معتقلات سرية شهدت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وحسب إحصائيات هيأة الإنصاف والمصالحة، فإن ما يقرب من 30 معتقلا سريا كانت مسرحا لشتى صنوف التنكيل.
محنة الشوريين في بريشة
تعتبر دار بريشة أول معتقل سري عرفه المغرب ما بعد الاستقلال، حينما تصارع الإخوة-الأعداء في الحركة الوطنية فيما بينهم فسالت دماء غزيرة. وقبل خمس سنوات فقط أعلن عن مشروع لتحويل هذه الدار التي تقع في مدينة تطوان إلى متحف. لكن الذكريات المروعة للفظاعات والانتهاكات الجسيمة التي عاشها المعتقلون في هذه البناية ستبقى إلى الأبد موشومة كوصمة عار. وفي الأحداث التي عرفها هذا المعتقل الرهيب، توجه الأصابع إلى حزب واحد حاول تصفية خصومه السياسيين في محاولة للاستئثار بالمشهد السياسي، وهو حزب الاستقلال. ويستنتج من الشهادات المتواترة التي رويت عن حصص التعذيب داخل هذه الدار أنها كانت أسوء بكثير مما سيعرفه المغرب لاحقا في إطار ما سمي بسنوات الرصاص.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 56 من مجلتكم «زمان»
جميل في الحقيقة شيء استثنائي دخل الحقول المدفونة في تاريخ المغرب وشكري للسيد عماد على هذه المواضيع الشيقة ذات الدلالة التاريخية العالية من تاريخ المغرب الجريح.