لماذا يحرص المغاربة على تخصيص استقبال “سيدنا رمضان” باحتفاء كبير، ويحيطونه بهالة من القداسة؟
يجمع علماء المسلمين على اعتبار الصلاة أعظم شعيرة وأكثر أركان الإسلام أهمية، غير أن المغاربة وعلى غير بقية الشعوب المدينة بالإسلام يقدسون فريضة الصوم أكثر من غيرها من الفرائض حتى أنهم يطلقون على الشهر المخصص للصوم “سيدنا رمضان” ويستقبلونه بهالة من القداسة. وتشير دراسات ميدانية أجراها خبراء قبل خمسة سنوات أن 40 في المائة من المغاربة يعتبرون أن عدم الصيام أسوء من عدم أداء الصلاة. وهو ما يفسر الإصرار على أداء هذه الشعيرة حتى بالنسبة إلى المرضى الذين يضربون بعرض الحائط نصائح الأطباء. فالمغاربة يعتبرون شهر الصوم فرصة لتجديد ارتباطهم الديني ولمراجعة الذات وطلب المغفرة، فالعقاب يوم الحساب قد يكون أشد من الإمساك عن الطعام والشراب لمدة شهر.
يحاول الملف، الذي بين أيديكم هذا الشهر، العودة إلى الجذور التاريخية لهذا التشدد الملحوظ في التعامل مع الصوم في الحالة المغربية. فهل هو أمر قديم أم طارئ على المغاربة؟ وما هي أسباب هذا الارتباط المبالغ فيه بالصوم؟ وهل يختلف هذا التقديس بتباين الطبقات الاجتماعية وباختلاف المكان: البادية/المدينة؟ ولماذا تتغير الحياة عند المغاربة تغييرا جذريا خلال شهر رمضان؟
كما يتطرق ملف مجلة “زمان”، كذلك، إلى جملة من الممارسات الطقوسية والعادات والسلوكيات التي دأب المغاربة عليها خلال شهر الصوم من قبيل الاحتفاء بأول يوم صيام للأطفال أو احتفالات ليلة القدر، فضلا عن بعض المعتقدات الرائجة شعبيا والتي تؤكد هذا التقديس لفريضة الصوم مثل الاعتقاد بكون أن الذي لا يصوم لن يمر عليه عام إلا وسيعاقب بطريقة ما.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»