تعدّدت أسباب التوتر ما بين المغرب والجزائر، من عنصر الجغرافية، أي الجوار، والتاريخ، حول من يحمل عبقرية بلاد المغرب، ومن يُحدّث عنها بالتالي، إلى الإيديولوجيا، في توزُّع البلدين إلى معسكرين في ظل الحرب الباردة، والنتيجة واحدة، هي التنافر والخلاف. لا يمكن موضوعيا أن نعزوَ أسباب الخلاف إلى عامل واحد، بل إلى تداخلها، وتأثيرها في بعضها البعض.
طبعا، لم يبدأ التوتر مع سنة ،1975 أي مع اندلاع قضية الصحراء. سيكون اختزالا أن نعتبر أن جوهر الخلاف ما بين المغرب والجزائر هو الصحراء .ليست قضية الصحراء، في نظرة موضوعية إلا المُتحول، تأتي بعد سلسلة من أحداث متنافرة، بدأت مع حرب الرمال.. وها هنا تختلف السردية. تعتبر الجزائر، كما برز في بلاغ لوزير الخارجية رمضان العمامرة، في غشت 2022 أن أسباب التنافر تعود إلى “اعتداء“ المغرب على الجزائر في حرب الصحراء سنة ,1963 لكن الحقيقة التاريخية، شيء غير السردية السياسية، إذ المغرب هو من تعرض لاعتداء، وقد سبق أن أفردنا مقالا عن الموضوع بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع الحرب (النسخة الفرنسية)، وحتى كلمة حرب تُعتبر تجاوزا، إذ هي أقرب ما تكون إلى مناوشات منه إلى حرب، ويفسرها الوضع الداخلي الذي كانت تعيشه الجزائر، مع اندلاع التوتر في منطقة القبايل. الحقيقة وحدها ثورية. عرفت العلاقات الثنائية انفراجا مع سنة ،1969 وبيان إفران، وزيارة الملك الحسن الثاني إلى تلمسان سنة ،1970 إلى معاهدة ترسيم الحدود، في مارس ،1972 لتسوء بعدها، مباشرة، بعد فشل المحاولة الانقلابية لأوفقير. لم تتورع الجزائر حينها من دعم المتمردين الذين تسللوا من ترابها، في فبراير ،1973 ليقدحوا حرب العصابات في مارس من نفس السنة، فيما يعرف أحداث مولاي بوعزة…
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»