شن النظام الجزائري منذ استقلال بلاده في يوليوز1962 حروبا متواصلة على المغرب على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والحضارية بهدف تفتيت وحدة الترابية وإضعافه، متنكرا للدعم السخي الذي تلقاه جيش التحرير الجزائري من المغرب، ملكا وشعبا، لنيل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، ومتجاهلا اليد المغربية التي ظلت دائما ممدودة في اتجاه الجزائر بعد استقلالها من أجل حل المشاكل العالقة بين البلدين وبناء علاقات بينهما، على أساس الأخوة وحسن الجوار.
شكل المغرب قاعدة خلفية للثورة الجزائرية، وكانت منطقته الشرقية خصوصا حاضنة لقادة جيش التحرير ومركزا لتمكين الثورة من كل أشكال الدعم العسكري والمادي، واستشهد عدد من المواطنين المغاربة في معارك جيش التحرير الجزائري .وبعد استقلال الجزائر، طغى الجحود على موقف النظام الجزائري، بسعيه إلى الإضرار بالمغرب. قامت الحرب الأولى التي أشعلها النظام الجزائري ضد المغرب، على أساس نزعته التوسعية المبكرة، بطمعه في الاحتفاظ بأراضي الصحراء الشرقية التي استقطعتها فرنسا من المغرب وضمتها إلى الجزائر بصفتها مقاطعة فرنسية، متنصلا من اعتراف رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فرحات عباس بتاريخ 6 يوليوز ،1961 في وثيقة رسمية بوجود مشكل حدودي بين البلدين، والتزامه بالنظر في قضية الحدود بعد استقلال الجزائر .علما أنه منذ حصول المغرب على الاستقلال سنة ،1956 وفي أبريل من السنة نفسها وكذلك في سنة ،1957 حاولت فرنسا الدخول في مباحثات مع المغرب لحل مشكلة حدود الصحراء الشرقية، عبر سفير باريس آنذاك في الرباط، ألكسندر بارودي، الذي اقترح على الحكومة المغربية حلاً للمشكلة، بإعادة فرنسا تندوف إلى المملكة المغربية، غير أن المغفور له جلالة الملك محمد الخامس رفض هذا الاقتراح، من منطلق أن القرار سيكون بمثابة طعنة في ظهر الثورة الجزائرية التي تواجه الاستعمار الفرنسي، مفضّلا انتظار استقلال الجزائر لحل مشكلة الحدود مع الأشقاء الجزائريين.
حسن عبد الخالق
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»