بعيدا عن السياسة وأزماتها المفتعلة، يبقى المغرب والجزائر جسدين من سلالة واحدة. أو عقلين في جسد واحد .العناصر المكونة لقاسمهم المشترك لا تعد ولا تحصى . الأكل والشرب، اللباس، الموسيقى والغناء، اللهجات، التقاليد والأعراف، الطقوس الشعبية والاحتفالات …”زمان” تدعوكم، عبر ملف الشهر، لسفر طويل وعميق، غني بالمحطات ولا يخلو من مفاجآت. رحلة في التاريخ والموروث الحضاري لشعوب شمال إفريقيا،جمعهم كل شيء وتقاسموا كل شيء. ولم تفرقهم إلا السياسة وتقلباتها المنتظمة. رحلة ممتعة.
اعتبر المؤرخ الفرنسي دانييل ريفي المغرب مغاربا مُصغرا. إلا أن هذه المكونات أكثر قوة في المغرب، فعدد الناطقين بالأمازيغية في المغرب أكثر منه في الجزائر، والعمق العربي يتجلى بقوة من خلال منارة القرويين، حاضنة اللسان العربي وتراثه من فقه ولغة، وجامع ابن يوسف، والمكون الأندلسي أكثر حضورا بالمغرب، من حيث عدد الساكنة المتحدرة من الأندلس والمعمار وأوجه الحياة. لكن البعد المتوسطي أكثر رسوخا في الجزائر، وهو ضامر في المغرب، حيث أضحى البعد الأطلسي منذ الحماية أكثر وضوحا.
المطابقة تعرف بعض الخصوصيات، ما لبثت أن أضحت تمايزات، تحت تأثير عوامل خارجية (التأثير التركي بالنسبة للجزائر، أو طول مدة الاحتلال الفرنسي) أو إيديولوجية من خلال خيارات الجزائر التقدمية عقب الاستقلال، أو طبيعة النظام المغربي ذي المرجعية التاريخية والنزوع المحافظ، أو لأسباب سياسية جراء الجفاء المزمن منذ ،1975 أو اجتماعية نتيجة للدينامية التي عرفها البلدان، في إدارة ظهرهما للآخر.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»