اشترك المغاربة والجزائريون الموسيقى الأندلسية وآلاتها، كما أبدعوا نوعا من الشعر أشبه بالموشح الأندلسي، هو أقرب إلى واقعهم المعيش.
برز نوع من الشعر في المغرب والجزائر هو شبيه للموشح بالأندلس، مادته واحدة، وهي الشعر البلدي للعرب مما لا يخضع لقواعد اللغة العربية ولا للعروض، وهو ما أشار إليه ابن خلدون في الفصل الخمسين من المقدمة، «في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد»، «وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على الصناعة الموسيقية» .فهو شكل من الموشح إذ كما يقول ابن خلدون: «استحدث أهل الأمصار بالمغرب فنا من الشعر في أعاريض مزدوجة كالموشح، ونظموا فيه بلغتهم الحضرية وسموه عروض البلد».
يقترن ظهور هذا الشعر بالأساس مع هجرة بني معقل. يشترك هذا في مبناه من استعمال اللغة العامية، ويهتم بالقضايا الراهنة، وشؤون الحياة، على خلاف الشعر بالعربية الفصيحة. ولذلك، كان أقرب إلى الواقع، وأكثر تعبيرا عن القريحة من الشعر العربي، الذي كان نظما لا يطفح بالحياة ولا بالسليقة مع ما اعترى أساليب الكتابة من جمود .إلى ذلك، فهو يتضمن غرضا لا نجده في الشعر العربي، وهو الشعر الملحمي، والمُعبر عنه بالغزوات.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 87 من مجلتكم «زمان»