مرت 3 قرون على معاهدة السِلم والتجارة بين المغرب وبريطانيا العظمى. ”زمان “تحكي ظروف وخبايا الحدث الذي شكل منعطفا في تاريخ المملكة.
صادف يوم 23 يناير 2021 بالتحديد، ذكرى مرور 300 عام بالتمام على توقيع أول معاهدة سِلْم وتجارة بين المغرب وبريطانيا العظمى، مع العلم أنّ جذور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود إلى القرن الثالث عشر للميلاد، وتحديدا إبّان عهد الخليفة الموحدي محمد الناصر (1199-1213)، الذي طلب منه الملك الإنجليزي جون (John King) العون العسكري ضد فرنسا التي كان القسم الغربي منها تحت سيادة الملوك الإنجليز .وليس أدلّ على المعرفة الجيّدة للرحّالة المغاربة بالجزر البريطانية، من إدراجها ضمن جغرافية الشريف الإدريسي (1170) الموسومة بعنوان “نزهة المشتاق، في اختراف الآفاق“، بشكل دقيق، يدلّ على درايته بها، إن لم يكن قد تردد فعلا على زيارتها خلال رحلاته الطويلة وتجواله الواسع بأقطار غرب القارة الأوربية.
سفارات بين المنصور والملكة العذراء
تعززت علاقات المغرب مع إنجلترا بحلول عصر السعديين في القرن السادس عشر. فمنذ قيام حكمهم، فُتح المجال أمام التجّار الإنجليز لولوج حلبة المنافسة على الأسواق المغربية، والتي رأى فيها الإنجليز «فرصة لم يكن مسموحا لهم بالتريث في اقتناصها»، فبادروا إلى مبادلة الملابس بالسكر المغربي كمرحلة أولى، ثم اتجه اهتمامهم نحو استيراد الذهب لاحقا. ففي سنة ،1540 أبحرت من إنجلترا سفينة مهمّتها التجارة مع المغرب وإعداد تقرير عن الأوضاع الاقتصادية هناك. وفي عام ،1551 أفرغت ثلاث سفن إنجليزية بقيادة طوماس ويندهام (Thomas Windham) حمولتها بمرسى أسفي وأخرى بأگادير.
عبد السلام الجعماطي ومهدي الحارثي
تتمة المقال تجدونها في العدد 88 من مجلتكم «زمان»
يبدو من العنوان أنّ هذا مقال يستحق القراءة. مغربنا الحبيب تاريخه غني ولا يخفى على أحد – من المغرب و خارجه – أن كانت له علاقات ودية مع دول عظمى كبريطانيا و الولايات المتحدة و حتى روسيا التي زارها وزير الخارجية بن سليمان في أوائل القرن العشرين.