أعادت إصدارات تاريخية جديدة لمؤرخين إسبان الاعتبار للموريسكي المسلم، واصفة إياه بأنه «إنسان طيب ومحترم ومسؤول»، مفندة بذلك الأطروحة الإسبانية العتيقة التي كانت ذات جذور عرقية ودينية متعصبة. شهدت إسبانيا مع نهاية القرن العشرين مراجعات تاريخية يمكن وصف عدد لا بأس منها بالموضوعية في قراءتها للتاريخ وفي تحليلها للوقائع والأحداث، وكذلك بالمنصفة في استنتاجاتها وخلاصاتها الفكرية.
هذه المراجعات جعلت من غاياتها الأساسية تفنيد الأكذوبة التي مفادُها أن طرد الأندلسيين الموريسكيين من إسبانيا كان بمثابة تنفيذ لا مناص منه لقانون اسمه الحتمية التاريخية. هكذا، يتبين أن مثل هذه المراجعات التاريخية مهدت السبيل لتجاوز الأطروحة الإسبانية العتيقة التي سادت في إسبانيا منذ القرن التاسع عشر، وهي أطروحة تاريخية ذات أسس إديولوجية استعمارية وجذور عرقية ودينية متعصبة. بالفعل، فقد لاحظنا في السنوات الأخيرة كيف أن العديد من المؤرخين الإسبانيين والباحثين المهتمين بما يدعى بالمسألة الأندلسية الموريسكية تجاوزوا بالنقد الصريح ذلك الموقف التبريري التقليدي المدافع عن مشروعية الطرد العام والنهائي للموريسكيين من إسبانيا سنة 1609. كلّ هذه الاعتبارات جعلت مجموعة من كتاب الرواية التاريخية الإسبانية تهتم بدراسة تاريخ هذه الفئة الاجتماعية المهمشة والمضطهدة من طرف الدولة الإسبانية على مدى القرن السادس عشر والعقد الأول من القرن السابع عشر.
مصطفى اعديلة
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»