أغرت مدينة مازغان، الجديدة حاليا، البرتغاليين الذين فضل عدد منهم الاستقرار بها، واستمر بعضهم حتى بعد نهاية الحماية.
ارتبط المغرب والبرتغال، عبر تاريخهما الطويل، بعلاقات لم تكن تخلو من توترات، لكن كذلك من تفاهمات أملتها المصالح المشتركة والجوار الجغرافي من جهة، والسياق الدولي من جهة أخرى. فقد احتلت البرتغال، بفضل أسطولها البحري وعتادها الحربي، عددا من المراسي المغربية على المحيط الأطلسي، منها مدينة مازغان التي استمر الوجود البرتغالي بها من سنة 1502 إلى .1769 ولم تكن هذه القرون الثلاثة تقريبا حروبا مستمرة، بل كانت تعرف مدا وجزرا بين معارك محدودة ومناوشات بين الجانبين، كما كانت تتخللها أحيانا فترات هدوء، بل حتى تبادل زيارات مجاملة بين الطرفين. في مارس ،1769 بعد حصار قوي استمر لأكثر من شهرين، تم تحرير قلعة مازغان على يد السلطان سيدي محمد بن عبدا لله .وقد تم التحرير على أساس اتفاق حدد أجل المغادرة ونوعية المحمولات، لكن الحامية البرتغالية لم تلتزم بالشروط المتفق عليها، حيث قامت بتفجير عدد من أبراج المدينة، فور دخول المجاهدين المغاربة إليها، مما أدى إلى مقتل حوالي 8 آلاف منهم، حسب المؤرخ البرتغالي أمادور باتريسيو. ومنذ ذلك التاريخ، ظلت القلعة البرتغالية خالية ومقفرة طيلة نصف قرن تقريبا، فسميت حينها بـ“المهدومة“، حتى إن سيدي عبد الرحمان المجذوب قال في شأنها: «بات حدا دومة لا تبات في المهدومة».
المصطفى اجماهـري
تتمة المقال تجدونها في العدد 123 من مجلتكم «زمان»