تميز المناخ العام في مغرب الحماية الفرنسية بعد نفي السلطان بتوتر الأجواء بين المغاربة والفرنسيين، حيث غلب طابع المواجهة على العلاقة بين الطرفين فيما يمكن أن نطلق عليه توازن الرعب.
بتاريخ 20 غشت من سنة 1953 تم اقتياد السلطان مولاي بن يوسف وأولاده وجزء من حريمه بالقوة من القصر إلى المطار .كانت طائرة عسكرية في انتظارهم لتقلهم إلى كورسيكا التي وصلوا إليها في نفس اليوم.
هذا الخطأ السياسي الفادح –حتى بالنسبة إلى مصالحها الكولونيالية– الذي ارتكبته باريس بإبعاد السلطان وتعويضه بشيخ ينتمي إلى العائلة الملكية يدعى بن عرفة، لم يكن إلا تجليا لما عاشته فرنسا لحوالي عشر سنوات من تخبط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وصولا إلى استقلال المغرب. مرحلة من التقلبات ستطبع تاريخ فرنسا السياسي .فحكومات الجمهورية الرابعة كانت تتشكل ثم تتغير بسرعة لا تتصور، لم تكن ولاية الحكومات تتجاوز أحيانا ستة أو سبعة أشهر .والحماية الفرنسية كانت، نتيجة لذلك، تعاني من أعراض عدم الاستقرار، فولايات المقيمين العامين في الرباط كانت بالكاد تستمر مرتين أكثر من ولايات الحكومات الفرنسية.
المعمرون والمخزن يدا في يد
كان لمناخ عدم الاستقرار الذي أضعف الحكم المركزي ثلاثة انعكاسات/نتائج ساهمت في تعقيد الوضع السياسي في المغرب وجعله لا يطاق.
على رأس نتائج مناخ عدم الاستقرار، الصعود القوي للمعمرين الأوربيين، كقوة سياسية، بدأ وزنها يزداد شيئا فشيئا، وأصبح لها دور حاسم في دواليب الحماية ومراكز اتخاذ القرار .فقد أصبح المقيمون العامون تدريجيا رهائن في يد فرنسيي المغرب، وتحديدا اليمينيين منهم. فضلا عن ذلك، تزامنت هيمنة الجناح الأكثر راديكالية في أوساط المعمرين على السياسة المحلية بارتفاع الشعور بفقدان الثقة في الحكومة الفرنسية وممثليها في المغرب في أوساط النخبة الوطنية المغربية، وهو ما سيهيئ الملعب لحدوث الصدام.
تتمة المقال تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»