وصفه السلطان محمد بن عبد الرحمان بـ«السلكوط» ونعته النائب السلطاني بأنه من «الأوباش»، فمن يكون هذا الرجل الذي شغل الناس في المغرب والخارج؟
لا يتعلق الأمر بمتهم عادٍ أو برجل مجرم دخل قفص الاتهام لارتكابه جرما أو جناية ما فنال جزاءه أو تمت تبرئته دون تداعيات، بل هو شخص يمكن اعتباره استثنائيا بشكل كبير، ملأ الدنيا وشغل الناس في الداخل والخارج لمدة فاقت العقدين من الزمن .إنه بوبكر بن البشير المعروف بالغنجاوي الذي قال عنه الرحالة البريطاني كوننكهام كراهام. إنه كان «معروفا من الأطلس إلى الريف ومن الصحراء إلى الصويرة، مبغوضا ومهاب الجانب، لكنه يحظى بالاحترام». ذو الحمايتين المخزنية والبريطانية، المتهم بأفعال شنيعة من قتل واسترقاق واستغلال للنساء قسرا في الدعارة، والمدعي في نفس الوقت على أهل «الكوازيط» ممن رماهم بتهمة التشهير به وتشويه سمعته. فمن يكون هذا الرجل المغمور الذي تحول إلى أحد أكبر أثرياء المغرب، إن لم يكن أكثرهم ثراء مع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين؟ ومن أين استمد عناصر قوته ونفوذه التي سولت له ارتكاب ما شاء من أفعال دون حسيب ولا رقيب؟ وماهي أبرز التهم التي سودت صحائفه؟ وكيف كانت نهاية هذا المسار المليء بالدسائس والمغامرات؟
بوبكر بن البشير الغنجاوي شخص مجهول الأصل الحقيقي وتاريخ ومكان الولادة، كتب عنه الرحالة البريطاني كوننكهام أنه من أصل مغمور وتطغى على بشرته سحنة سوداء، واعترف له في معرض حديثه عن نفسه بأنه بدأ حياته المهنية سائقا للجمال المتنقلة بين مراكش ومراسي الجديدة وأسفي والصويرة، لحمل البضائع المستوردة والمصدرة.
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»
لكم جزيل الشكر على هذه المعلومات الطيبة.المرجو الاشارة الى المصادر والمراجع لتعم القيمة التاريخية