كانت العلاقات بين الرباط وطهران على عهد الشاه محمد رضا بلهوي جيدة، كما كانت العلاقات بين العائلتين الملكيتين في البلدين وثيقة، غير أن بعد وصول الخميني إلى الحكم تدهورت الأمور، رغم محاولة المغرب في تغليب منطق الدولة.
في يناير 1979 أياما معدودة قبل اندلاع الثورة الإيرانية، عيّن الشاه محمد رضا السيد شهبور بختيار وزيرا أولا، ومنها غادر إلى المغرب، في زيارة خاصة، استقبله فيها العاهل المغربي الملك الحسن الثاني بمراكش ..كانت أسبوعية “باري ماتش“ الفرنسية قد نقلت صورا عن مراسم المغادرة ومنها صورة لقائد عسكري يُقبّل يد الشاه، وهو لا يستطيع أن يحبس دموعه. كان كل المتتبعين يعلمون أن الشاه يغادر بلاده المغادرة الأخيرة. لم يعد يقوى على حمام دم، رغم توسلات جنرالاته الذين كان يمكنهم أن يغيروا مآل الأمور، بالقوة. وما هي إلا أيام معدودة، حتى تناقلت تلفزيونات العالم حلول آية لله الخميني بطهران، من منفاه بضاحية باريس في نوفل لاشطو، حلولا مظفرا… كان بعض من معارضي النظام المغربي قد ترددوا عليه وهو في منفاه هناك في ضاحية باريس، وعناصر عِدّة من الاتحاد الاشتراكي.
ينبغي التذكير بأن العلاقات المغربية الإيرانية أيام الشاه، كانت جيدة. زار الشاه محمد رضا المغرب سنة 1966 وزار الملك الحسن الثاني إيران سنة .1968 ومثّل المغربَ في احتفالات برسيبوليس الباذخة، سنة 1971 الأميرُ مولاي عبدا لله وقرينته لمياء الصلح، وزار الملكُ محمد السادس، وهو إذاك ولي العهد صيف 1976 إيران وأمضى عطلته على ضفاف بحر قزوين، وحضر أبناء الشاه وأقرباؤه المغرب ضيوفا على الأمراء، صيف .1977 في سنة 1976 استقبل الملك الحسن الوزير الأول الإيراني أمير عباس هويدي، في فاس، استقبالا باذخا. (ستنتشر لهويدي صورا له وهو رهين سجن إيفين الرهيب، بعد الثورة، قبل أن يُجرى عليه الإعدام شنقا) .واللافت أن الملكة فرح ديبا، أو الشاهنابو لما أن زارت المغرب سنة 1978 استقبلها الملك الحسن الثاني في المطار، وقبّل يدها، كما تقضي بذلك الإتيكيت.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 133 من مجلتكم «زمان»