ظهرت الحدائق الخاصة في المغرب، منذ زمن ضارب في القدم، بفعل تطور مجموعة من المدن، التي اتخذ بعضها كعواصم سلطانية، مثل مراكش وفاس..
يقول محمد الفايز الباحث في تاريخ الزراعة والحدائق الخاصة بالمغرب: «يبقى المغرب أحد المعاقل المحافظة على فن الحدائق العربية، إنه أحد البلدان القلائل التي ما زال بإمكاننا الانبهار فيها بمختلف أنماط المنتزهات التاريخية من أگدالات القرن الثاني عشر إلى رياضات القرن التاسع عشر». وقد أسهمت عدة عوامل في تشكيل هوية الحدائق المغربية الخاصة، أبرزها دور المهندس المشرف ومصمم شبكة توزيع الماء. «ورغم الاضطرابات الناجمة عن صراع الأسر الحاكمة والتحديات الخارجية، لم يتوقف هذا الفن عن إغناء البلاد بتنوع أساليبه». وجب في البداية تحديد المصطلحات التي كانت تستعمل تاريخيا للدلالة على الحدائق الخاصة، ولعل مؤلف “Jardins Historiques du Maroc”، الذي أنجزه الباحث الفايز، من أهم المؤلفات التي تستعرض التطور التاريخي للمصطلحات الدالة على هذا الصنف من الحدائق في المغرب. نستحضر، هنا، العبارات الأكثر تداولا وهي “بحيرة“ و“بستان“ و“أگدال“، وهي تسميات يقصد بها حديقة فسيحة محوطة بأسوار عالية، وأحواض كبيرة تستخدم للري ولتزويد المدينة بالماء الشروب، فضلا عن توفير مجال للترفيه. ويرجح أن هذا النمط من الحدائق بالأحواض المائية الكبيرة قد عرف توسعا جغرافيا مع الموحدين، حيث عمدوا على تجهيزها بموارد مائية وافرة.
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 128 من مجلتكم «زمان»