إذا كان التضامن قيمة ملازمة لقيام المجتمعات، واستمراريتها، فإن أشكاله تختلف باختلاف الظروف والزمن .نعلم اليوم أن الدولة الحديثة تتكفل بجانب من التضامن، ولكن لا يعفي ذلك المجتمع من إعمال التضامن وإفراز ميكانيزمات لذلك.
تاريخيا، كان المخزن الجماعي، إحدى أدوات التضامن، حيث كان الأفراد يضعون جزءا، مما يفضُل عليهم في مخزن، تحسبا للطوارئ إما مجاعة، أو جفافا، أو ما بين الفصول، أو جائحة، ونعلم أن ما كان إطارا للتضامن أضحى مؤسسة، اقترنت بها السلطة، مما أضحى المخزن. ومن خلال السلطة، أو المخزن، كان السلاطين، يقومون بواجب التضامن، إما إطعاما للفقراء، أو التكفل بالمرضى، أو بناء المرستانات، أو تعهد الطلبة، إما من بيت المال، أو ما يستخلصونه من أموال، أو ما تجود به أريحيتهم. واضطلعت الأوقاف بجانب من واجب التضامن، من خلال تحبيس أملاك، وصدقات جارية لفائدة المعوزين، أو المحتاجين، بل حتى لفائدة الطيور.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 138 من مجلتكم «زمان»