احتل موضوع تعليم الفتيات حيزا من أول مذكرة مطلبية ترفعها الحركة الوطنية للسلطات الاستعمارية سنة 1934. فقد خصصت مذكرة «مطالب الشعب المغربي» التي وجهتها «كتلة العمل الوطني» لوزارة الخارجية الفرنسية والسلطان محمد الخامس، 54 مادة لموضوع التعليم، منها ستة مواد تهم تعليم الفتيات، وذلك استنادا على ما تورده المؤرخة جوهرة الفيلالي بابا، في محاضرة لها حول «الفكر الإصلاحي في المغرب وقضية تعليم البنات، محمد بن الحسن الوزاني نموذجا». يتعلق الأمر بـ«جعل البنات مبنيا على أساس الثقافة العربية الإسلامية»، «تأسيس مدارس ابتدائية للبنات يعلم فيها: القرآن، العربية، الدين ومبادئ الحساب والصحة، تدبير المنزل، وشغل الإبرة، ووسائل رعاية الأطفال»، «جلب بعض المعلمات من مسلمات الشرق للتعليم في مدارس البنات، ريثما يتم إعداد معلمات مغربيات»، «إنشاء مدرسة خاصة لإعداد معلمات مغربيات»، «إنشاء مدرسة خاصة لإعداد معلمات البنات»، «تمكين الآباء من رعاية هذه المدارس»، و«إنشاء مدارس للقوابل والممرضات». كان تعليم البنات واردا كذلك في أول محاولة لإعداد دستور مغربي، سنة 1908، إذ تضمن بندا حول إحداث مدارس للبنات.
بعد خضوع البلاد للحماية فتحت مدرسة للبنات بفاس سنة 1915 لكنها ظلت فارغة، وفق نفس المصدر. ولم يبدأ انفتاح المجتمع على تعليم البنات إلا سنوات بعد ذلك.
أي نتيجة
View All Result