بعد تنازل المولى عبد الحفيظ على العرش عقب توقيع معاهدة الحماية، لم تتوقف السلطات الفرنسية في التضييق عليه بطرق مختلفة، وصلت حد التنكر لما سبق أن اتفقت معه عليه فيما يخص مستقبله ووضعه وأمواله وممتلكاته، فلما ضاق ذرعا بتطاول الفرنسيين كتب من مدريد رسالة بتاريخ 30 يونيو سنة 1920 إلى الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، مما جاء فيها:«تنازلنا عن ملك أجدادنا بعد أن حفظنا حقوقنا كلها من أملاكنا الخاصة بنا، وراتبنا الشهري الذي عين لنا بصفتنا رئيس العائلة الملوكية المغربية وقت التنازل المذكور (…) ولم تمض عن تاريخ تنازلنا إلا برهة يسيرة حتى خاطبونا بكل تهديد عن التنازل لهم عن جل أملاكنا الخصوصية (…) ومن ذلك الوقت، فتحوا باب الإهانة لجنابنا والتعدي على حقوقنا وجلب كل إذاية لشخصنا (…) وأول شيء فعلوه أن اغتصبوا أموالنا وقطعوا راتبنا وتهددوا كافة مديري أملاكنا (…)، وقد كتبنا لسعادتكم هذا لما نعلمه ونتحققه من شخصيتكم المستقيمة الممتلئة غيرة وحمية المتشبعة مروءة وإنسانية، وفي دولتكم الحرة الأبية الدابة عن حقوق الإنسانية التي لا غرض لها إلا إنقاذ الضعفاء، والضرب على أيدي الجائرين من الأقوياء، ملتمسين من سعادتكم أن تفعلوا في حقنا جميع ما ترونه مناسبا ومتعينا حتى تحل العدالة في قضيتنا محل التعدي».
أي نتيجة
View All Result