بعد استقلال المغرب، عملت الحركة الوطنية على مد المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي بالأسلحة، مع استعمال كل وسائل التهريب الممكنة والمتوفر وقتها برا وبحرا.
يعرف مصطلح التهريب في الوثائق المغربية بلفظ “كنطربندو” (Contrabbando)، وهو من أصل لاتيني، ظهر لأول مرة في بداية القرن السادس عشر، ثم شاع تداوله في بلدان أوربا إلى أن أصبح مصطلحا عالميا، ويرجح أن يكون ظهور هذا المصطلح مرتبطا بإحداث تشريعات تنظيم التجارة إبان ازدهار النظام المركنتيلي في أوربا والشروع في إثبات الحدود بين مختلف كياناتها. أما تاريخ شيوعه بين المغاربة، فمن الصعب تحديده إلا أنه ارتبط بالاتفاقيات الدولية التي وقعها المغرب منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ويراد بالتهريب عموما كل نشاط تجاري يقوم على خرق القوانين الجاري بها العمل مثل تهريب السلع أو الممنوعات كالأسلحة بطريقة سرية.
لما اختلت موازين القوى بين الدول المغاربية والدول الأوربية التوسعية والاحتلالية، انفردت الدولة الفرنسية بفرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية والفكرية على عدد من الدول المغاربية، وإن تم لها ذلك عبر مراحل متباينة، حيث تمكنت، بعد حروب طويلة، من فرض سيطرتها على المنطقة، وأخذت تعمل على تفتيت مكوناتها الوحدوية وتلغيمها، وتقليل الروابط التي كانت تؤلف بين فئاتها الاجتماعية، غير أن سياستها الاستعمارية لم تنجح طويلا أمام الشعب المغاربي الذي سرعان ما توحدت آراؤه ومطالبه وأساليب نضاله سياسيا في المرحلة السياسية، وثوريا في مرحلة المقاومة المسلحة ومعركة التحرير الوطني.
فريد أصرور
تتمة المقال تجدونها في العدد 124 من مجلتكم «زمان»