كانت ملحمتا واد المخازن و أنوال مجرد أقواس قصيرة الأمد في سجل المواجهة التاريخية التي دامت قرونا بين المغرب والقوى الأوربية.
تحتفظ الذاكرة الجماعية للمغاربة، وكذا حوليات التاريخ الرسمي، بفترات خضوع ساكنة فضائنا المغربي والمغاربي لسيادة الفينيقيين والقرطاجيين والرومان والوندال والبيزنطيين والعرب والمسلمين والإيبيريين، وأخيرا الفرنسيين والإسبان.
لم تكن، بطبيعة الحال، فترات الإخضاع والخضوع لا مسترسلة في الزمن، ولا شاملة للمكان. ذلك أن فئات من الساكنة كانت ترفض، خلال كل ظرفية، هيمنة الأجنبي الغازي. وكانت بالضرورة تنظم المقاومة للدخيل وتجند ما استطاعت من مواردها ومهاراتها لصده عن مجالها. فانتصرت بعض المرات وفشلت مرات أخرى. كما أن الكيانات المحلية القائمة كثيرا ما تفاعلت، إيجابيا، مع الحمولة الثقافية والعلمية للغازي المحتل، واستبطنتها ومَغْرَبتها وأعادت صياغة هويتها وتمثلاتها لذاتها وللعالم المحيط بها. فتاريخ المغرب جزء من التاريخ الكوني، وبالرغم من وجود ما يميزه عن غيره، فهو متفاعل مع العالم ولو نحا في بعض فتراته نحو الانعزال.
المصطفى بوعزيز
تتمة المقال تجدونها في العدد 5 من مجلتكم «زمان»