لمَ يكذب بعض الآباء الذين يفطرون رمضان على أبنائهم؟ فيما يلي قصة لعائلة صغيرة كان ربها صادقا معها ومع نفسه، وتعايشت مع الأمر.
رآها في حفل عائلي ورأته. ارتاح لها وارتاحت له. أحسّ بها وأحسّت به. تواعدا على لقاء خاص لإكمال تعارف مفتوح على كلّ الاحتمالات. حدث اللقاء، بل لقاءات متوالية كانت كافية ليفكّرا في عيش مشترك تمنيّا أن يكون أبديا بحول لله والظروف. وحدث ذات مرّة أن اقترحت عليه نزهة شاطئية ليتحدّثا عن ترتيبات قرانهما المقبل. كانت وجهتهما شاطئ عين الذئاب، وسار حديثهما المتبادل على أحسن ما يُرام إلى أن توسّطا الفناء الكبير لمسجد الحسن الثاني المحاذي للشاطئ حيث حدث ما لم يكن في الحسبان حين سألته على حين غرّة، وكأنّ المكان أوحى لها بالسؤال:
– قل لي هل تصلّي؟
– لا، لا أصلّي، لمَ هذا السؤال؟
– لا أدري، ليس مهمّا هذا الأمر.
واصلا طريقهما وكأنّ شيئا لم يكن. فكّر لحظة في سؤالها وما عقبه، وتأكّد له فعلا ما كان يعتقد دائما، وهو أنّ المغاربة متساهلين نحو هذا الركن الإسلامي على خلاف باقي الأركان، وعلى الرغم من أنّ هذا الدين يقول إنّ الفارق بين المؤمن والكافر هو الصلاة ! حينها، باغتها بدوره وتحدّث إليها بصوت خفيض، وكأنّه يريد إتمام جوابه:
– ولا أصوم رمضان أيضا.
لمْ تصدّق ما سمعته من فم شريك حياتها المقبل، فقالت:
– أنت تمزح.
– لا، أبدا، إنّها الحقيقة. فعلا لا أصوم رمضان.
– لن أصدّقك، إنّك تمازحني.
– صدّقيني يا أختي العزيزة، لمَ أكذب عليك في موضوع مثل هذا. ماذا تريدين أن أقول كي تصدّقيني. أُقسم لك بالله العلي العظيم أنّي لا أصوم رمضان. وعلى كلّ حال، لمَ كلّ هذا التّسرع؟ تعرفين جيّدا أنّ رمضان يُقبل بالضرورة مرّة كلّ سنة، ولم يتبقّ بيننا وبينه غير أشهر معدودة. فلنتركه يأتي ولها مدبّر حكيم…
عزالدين العلام
تتمة المقال تجدونها في العدد 55 من مجلتكم «زمان»