دقق ابن حزم، في كتابه ”طوق الحمامة في الألفة والألاف”، في مفهوم الحب وعلاماته وأعراضه، وقد كان الكتاب فريدا من نوعه في سياق إسلامي لا يعترف بالحب.
«الحب – أعزكا لله – أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصّف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر فى الديانة ولا بمحظور فى الشريعة، إذ القلوب بيدا لله عز وجل»، بهذه الجملة الشهيرة عرف الفقيه الأندلسي أبو محمد علي بن حزم القرطبي الحب في كتابه الشهير“طوق الحمامة في الألفة والألاف“، وهو الكتاب الذي لم يعرف انتشارا في عصر المؤلف ولا فيما بعده، لكن اكتشافه كان مفاجأة مذهلة، إذ لم يكن من المعتاد تناول الفقهاء لمفهوم الحب بكل هذا التدقيق، ولا خوضهم فيه بكل هذا التفصيل، ولا تحليل مظاهره وعلاماته وأسبابه وأعراضه وآفاته بكل ذلك العمق والنظر، فلذلك اكتسب الكتاب شهرة واسعة، وترجم لمختلف لغات العالم، وصار واحدا من أهم المراجع في الباب. فمن هو ابن حزم الأندلسي؟ وكيف كانت نشأته وتربيته؟ وكيف تحول لواحد من أشهر فقهاء المسلمين وصاحب مذهب خاص في الفقه والفروع؟ ومتى ألف ابن حزم هذا الكتاب؟ وما سبب تأليفه في الباب؟ وكيف اكتشف الكتاب بعد وفاة المؤلف بقرون؟ وما هي أهم مضامينه التي أبهرت العالم؟
ولد علي بن أحمد بن حزم سنة 994م، وكان والده أحمد بن سعيد وزيرا للعامريين، فنشأ مترفا في قصور قرطبة بين الجواري والخصيان، فعاشر النساء كثيرا وأصغى إلى قصصهن واشتغل بأسرارهن، ثم ولع بهن وأغرم، فاهتم بالشعر حفظا ونظما، ولم يكن يخرج من القصر إلا نادرا.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»