نالت أسفي، مقارنة بباقي المدن المغربية، شهرة وإشعاعا كبيرين في صناعة الخزف، وقد أسهمت طبيعة التربة المحلية، بشكل كبير، في أن تحظى المدينة بهذا الامتياز.
ارتبط الإنسان بعلاقة وثيقة مع الأدوات الخزفية، نظرا للوظائف المختلفة التي كانت تؤديها في حياته اليومية .وتسلط صناعة الخزف وفنه الضوء على خصوصية كل منطقة من حيث الأشكال وتقنيات الإعداد والصنع، بل الأكثر من ذلك فإن تاريخ الخزف هو فن التجارب الإنسانية بامتياز. في المغرب، اشتهرت عدة مدن بصناعة الخزف كفاس ومكناس وسلا… لكن أسفي نالت القسط الأكبر من هذه الشهرة، نظرا لظروفها التاريخية واستقطابها لـ“مْعَلْمِينْ“ على دراية بأسرار هذه الصناعة، خاصة خلال القرن التاسع عشر، حيث شكلوا ورشات عمل تطورت عبر الأجيال، دون إغفال عنصر مهم وأساس أسهم في نيل خزف أسفي هذا الإشعاع، هو وفرة المادة الخام؛ نتحدث هنا، عن الأرض المكونة من تربة طينية صلصالية ومن طبقات صخرية تتكون من طين أحمر، يحتوي على كمية كبيرة من أكسيد الحديد مما يجعله لينا وسهلا في الاستعمال.
من الفخار إلى الخزف
يقول محافظ المتحف الوطني للخزف بأسفي والباحث في الآثار والتراث سعيد الشمسي، في حديثه مع مجلة “زمان“، إن ساكنة مدينة أسفي اعتادوا منذ قرون الجمع بين أنشطة تجارية بحرية وأنشطة صناعية أساسها الفخار، ويضيف: «تتوافق المصادر التاريخية مع اللقى الأثرية إلى أن أسفي كانت أحد أقدم مراكز صناعة الفخار بالمغرب، إذ أكدت الحفريات الأثرية التي أجريت بموقع لالة هنية الحمرية سنة 1994 أن هذه المدينة عرفت صناعة الفخار على الأقل منذ العصر المرابطي».
تتمة المقال تجدونها في العدد 89 من مجلتكم «زمان»