قد يكون خطري ولد سعيد الجماني أحد أكثر الرجال الذين طبعوا الصحراء ببصمتهم. هو ابن الركيبات أقوى قبائل الصحراء .تحالف مع جيش التحرير قبل أن ينقلب عليه، ويصطف إلى جانب إسبانيا مدة 18عاما، ليعود في آخر المطاف إلى المغرب ويجدد بيعته للملك الحسن الثاني.
تحيك الشعوب، في كل أرجاء العالم، قصصا وطرائف عن سياسييها أو باسمهم. وخطري ولد سعيد الجماني كان هو الشخصية المفضلة بدون منازع لدى المغاربة في هذا المجال، حتى صار ظاهرة لا نظير لها في المخيلة الشعبية المغربية. بيد أنه خلف شخصية الرجل الصحراوي البسيط، وهي الصورة التي رسمها المغاربة لخطري في أذهانهم، ينتصب شخص آخر: رجل في منتهى الذكاء، يعرف كيف يلعب على حبل السياسة، وكيف يصوغ تحالفاته أمام خصوم يفوقونه حجما وقوة، وكيف ينتقل من معسكر إلى آخر في اللحظة المناسبة، مدافعا عن الجهة التي يمثلها. فكيف هو الوجه الآخر لداهية الصحراء، خطري ولد سعيد الجماني؟.
هذا الشيخ من تلك القبيلة
ينتمي خطري ولد سعيد الجماني إلى قبيلة الركيبات أقوى قبائل الصحراء. جمعت هذه القبيلة كل مصادر القوة بين يديها: الصلاح، إذ تنحدر من مؤسسها الشيخ أحمد الركيبي الذي عاش ودفن في منطقة الساقية الحمراء في القرن السابع عشر، والشرف حيث تنسب الركيبات نفسها إلى عبد السلام بن مشيش من سلالة المولى إدريس. لكن العامل الحاسم في قوة الركيبات، أساسا، هو قوتها الديمغرافية الكبيرة، فهي أكبر تجمع قبلي بالصحراء، بشكل يجعلها أقرب إلى كونفدرالية قبلية من أن تكون قبيلة واحدة. يقول رحال بوبريك، مدير مركز الدراسات الصحراوية في الرباط، لـ«زمان»: «في الواقع، ما جعل الركيبات قوية في ذلك الوقت هو وزنها الديمغرافي وطابع الممارسة الحربية التي راكمتها في أواخر القرن التاسع عشر وجعلتها تكتسح مجالا كبيرا. أما الشرف فتشترك فيه مع قبائل أخرى دون أن تمتلك نفس القوة.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 18 من مجلتكم «زمان»