تجاور فيها المسلمون واليهود، ولجأ إليها ابن خلدون هربا من مطارديه، ونزل بها الوزان، وأعجب دو فوكو بمبانيها وغراساتها. ”زمان “تسافر في أزمان دبدو.
هناك ارتباط وثيق بين نشوء التجمعات البشرية والجبل، فالحماية والاعتصام من الأخطار كانت ضرورة حيوية أملاها واقع المرحلة التي ظهرت فيها تلك المستوطنات، وينسحب الأمر نفسه على دبدو كمستقر احتمى بالجبل منذ اختار أول إنسان الإقامة بالمكان، فهذه المدينة الصغيرة المنعزلة في الجهة الشرقية من المغرب تبعد عن مدينة وجدة بـ160 كلم، وعن مدينة تاوريرت بـ52 كلم.
اختلافات حول أصل الاسم
استمدت دبدو اسمها من الجبل الذي يشرف عليها من الجانب الغربي، ومن الوادي الذي يجري قربها، اللذين يحملان الاسم نفسه، بل أن هناك من رجح أن لفظ “دبدو“ اشتق من “دبدوب“ أو “الدبيب“ الذي من معانيه حدوث صوت نتيجة وقع حافر الدابة على الأرض الصلبة، وربما كان ذلك شأن تلك المنطقة الجبلية التي كلما مر منها سار بالليل أو ماش بنهار إلا وسُمع له دبيب.
وهناك اعتقاد أن أصل الاسم أمازيغي شأن أغلب أسماء الأماكن الجغرافية المغربية، حيث يحيل إلى كلمة “بادو“ أو “أبادو“ التي تعني الحاجز بين حوضين مسقيين، وهو دلالة على الشكل الذي يوحي به جبل دبدو المنتصب كفاصل طبيعي بين حوض وادي دبدو وسهل تفراطة الخصب. ويُذكر كذلك أن اسم “دبدو“ يجد أصله في اللغة الأمازيغية، حيث يعني “القمع“، وذلك كناية على الشكل الطوبوغرافي المقعر للمنطقة بين الجبال التي تنساب منها المياه إلى السافلة، حيث تقبع قرية دبدو كمنتهى لفواهة تحيط بها المرتفعات من الجوانب.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»