اعتبر رأس بوجدور، إلى حدود مطلع القرن الخامس عشر الميلادي، نقطة البداية لمخاطر”بحر الظلمات”، أي المحيط الأطلسي، قبل أن يتمكن البحارة البرتغاليون من تجاوزها.
يدخل موقع رأس بوجدور ضمن المجال الترابي للساقية الحمراء، يرتفع عن سطح البحر بحوالي 60 مترا، واعتبر عند أشهر البحارة الذين كانوا يجوبون المحيط الأطلنتيكي كحد أقصى للملاحة بتلك المياه الضحلة التي لا يؤمن جانبها، وقد استمر هذا الاعتقاد مسيطرا على العقول متحديا أمهر الربابنة ومتربصا بأعتى السفن وأقواها. إلا أنه بحلول سنة 1416م، تمكن البحار البرتغالي “كونثالو فيلهو كابرال” “Gonzalo Velho Cabral” من تجاوزه، مما اعتبر إنجازا عظيما للملاحة البحرية الأوربية آنذاك. كان رأس بوجدور، إلى حدود مستهل القرن الخامس عشر الميلادي، يعتبر حدا فاصلا بين منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب، فعندما عزمت إسبانيا، في نهاية القرن التاسع عشر، في إطار سياستها التوسعية، على بسط نفوذها على تلك السواحل المترامية على امتداد الصحراء المغربية، الموالية للجزر الخالدات، أعلنت في بلاغ صدر في 26 دجنبر1884م أن حمايتها على المنطقة تمتد من رأس بوجدور شمالا إلى الرأس الأبيض جنوبا، كما نصت أول معاهدة وقعت بين إسبانيا وفرنسا، عند اقتسام المغرب بينهما في 27 يونيو ،1900 أن مقاطعة وادي الذهب تمتد حدودها بين رأس بوجدور شمالا والرأس الأبيض جنوبا.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 119/118 من مجلتكم «زمان»