في منتصف سنة 1939 زار المفكر اللبناني أمين الريحاني المغرب ، وحل ضيفا على المندوب الإسباني .بعد عودته إلى بلده، دون فيلسوف الفريكة، كما كان يلقب، تفاصيل شهرين قضاهما في شمال الإمبراطورية الشريفة، في كتاب حمل اسم كتاب «المغرب الأقصى : رحلة في منطقة الحماية الاسبانية».
بعد أن قام أمين الريحاني برحلته إلى جزيرة العرب، سنة 1922، التي قابل فيها شريف مكة الحسين بن علي وإمام اليمن يحيى بن حميد الدين وسلطان نجد عبد العزيز آل سعود وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح وشيخ البحرين حمد بن عيسى وملك العراق فيصل بن الحسين، بدأ الشوق يلح عليه من جديد لشد الرحال إلى بلاد عربية أخرى.
فعقد العزم على القيام برحلات مماثلة إلى سوريا والعراق وفلسطين وشرق الأردن ومصر ولبنان والمغرب. ولم تحل سنة 1932 حتى كان الرحالة اللبناني يجوب البلدان من جديد، ويدون رحلاته، فأصدر سنة 1935 كتابه «قلب العراق»، ثم وضع «قلب لبنان» (صدر بعد وفاته)، وكتابه الأخير «المغرب الأقصى». زار فيلسوف الفُرَيْكة، كما كان يلقب، المغرب بين شهري ماي ويونيو 1939. وعندما عاد إلى بلده لبنان لم يمهله الأجل طويلا، فقضى نحبه في الـ13 شتنبر 1940، إثر حادث بسيط بالدراجة. على الطاولة، في منزل العائلة بمسقط رأسه الفريكة، ترك أمين الريحاني مخطوطا كبيرا مليئا بالصور والتعليقات والملاحظات. لم يكن هذا المخطوط سوى نص رحلته إلى المغرب، وقد اختار له عنوان: «المغرب الأقصى: رحلة في منطقة الحماية الإسبانية». ظل هذا المخطوط في خزانة العائلة 12 سنة كاملة، قبل أن يجمعه ويحققه أخوه ألبرت الريحاني، ويصدر للمرة الأولى في القاهرة عن دار المعارف المصرية سنة 1952.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 3 من مجلتكم «زمان»