أماط مصطفى الغاشي اللثام عن مخطوط الفقيه الهشتوكي الذي دون فيه ملاحظاته عن رحلته رفقة السلطان المولى يوسف إلى فرنسا قصد تدشين مسجد باريس. هنا قراءة في الرحلة.
أقدم مصطفى الغاشي على دراسة وتحقيق رحلة الفقيه الهاشمي الناصري الهشتوكي (1936-1897) إلى فرنسا في 16 ماي سنة ،1926 وهي الرحلة الموسومة بـ“رحلةٌ إلى فرنسا مع السلطان المولى يوسف قصد تدشين مسجد باريس“. وكما هو واضح من العنوان، فقد كان الغرض من هذه الرحلة هو حضور مراسم تدشين مسجد باريس في 15 يوليوز سنة .1926
يرجع الغاشي سبب اختياره تحقيق النص المخطوط لهذه الرحلة، رفقة عبد الله المرابط الترغي في مطلع الألفية الثالثة، بعد اطلاعه على نشر عبد العزيز البوسلاماتي لهذا النص بتصرف عبر حلقات بصحيفة “الاتحاد الاشتراكي“ خلال شهر رمضان 1420هـ/ 2000م.
ومنذ ذلك الحين، أصر الغاشي على الحصول على المخطوطة الأصلية لنص الرحلة، من خلال الاتصال المباشر بعائلة الفقيه الهاشمي الهشتوكي المقيمة بمدينة مراكش، التي مكنته من نسخة مخطوط الرحلة.
قياسا إلى القيمتين التاريخية والسياسية لرحلة الفقيه الهشتوكي رفقة السلطان المولى يوسف، فإن هذه الرحلة تنطوي على منظور معين لفهم الآخر واستيعابه في شرطيته التاريخية والثقافية، وهنا يمكننا فهم أبعادها ليس في حدودها التاريخية فقط، بل على مستوى إضاءتها لجوانب تلقي بظلالها على تاريخ المغرب المعاصر، إذ تكمن أهمية الرحلة في كون أحداثها تعود إلى سنة ،1926 وهي سنة تحمل دلالات تاريخية كبيرة في تاريخ المغرب المعاصر؛ فخلال هذه السنة تم القضاء على جيوب المقاومة في الريف والأطلس والجنوب والصحراء، وهي السنة ذاتها التي شرعت فرنسا في تغيير سياساتها في المغرب، أو ما عرف بالسياسة الأهلية في المغرب.
أنس الشعرة
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»