جمعت زينب النفزاوية بين الجمال والذكاء والثروة ما دفع رؤساء وأشياخ القبائل المجاورة لأغمات للارتباط بها، لكنها كانت ترغب في الزواج بمن ”يحكم المغرب كله”.
من المهم الإقرار بداية بضعف المعطيات عن شخصية زينب النفزاوية وحياتها، فالإخباريون عموما كانوا يتغاضون عن الحديث عن النساء بمن فيهن الشهيرات. ورغم توجهم هذا، تبقى زينب أوفر حظا من الكثيرات من نظيراتها. علما بأن ما هو متوفر عنها من معلومات، يطبعه التناقض على مستوى التأريخ، يصل أحيانا إلى عشر سنوات، مما قد يؤثر على صدقية بعض الأحداث المرتبطة بها.
الجميلة واللبيبة
تنحدر زينب النفزاوية، التي يجهل تاريخ ميلادها ومكانه، من قبيلة نفزة أو نفزاوة الأمازيغية من إفريقية (الواقعة حاليا في ولاية باجة التونسية). واتفق الإخباريون على أنها ابنة تاجر كبير من القيروان، يدعى إسحاق الهواري. ومن المرجح أنه هاجر إلى المغرب وتحديدا إلى أغمات، في تاريخ غير معلوم، إثر الكارثة التي حلت بالقيروان غداة تعرضها لغارة البدو والأعراب. أما اختياره لأغمات، فيبدو أن ذلك راجع لأهميتها التجارية خلال هذه المرحلة التاريخية باعتبارها معبرا للتجارة القوافلية، إذ أن أهم خط تجاري مغربي خلال القرن 4هـ/ 10م كان هو خط أغمات – فاس. تكاد الروايات التاريخية تجمع على أن زينب كانت ذات حسن وجمال، وشاع أمرها بذلك بين قبائل المصامدة بدليل خطبتها من قبل العديد من وجهاء القوم منهم. ولا غرو أن زواجها أربع مرات من قادة سياسيين وعسكريين لهم مكانتهم الاجتماعية الاعتبارية دليل على أنها كانت بارعة الجمال. ولعل جمالها جعل الإخباريين ينسجون في ذلك بعض الحكايات التي يبدو أنها مختلقة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 14 من مجلتكم «زمان»