لعلها المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك محمد السادس عن الآثار السلبية للاستعمار، بعدما جرت العادة أن يقتصر الأمر على الإشادة بحركة المقاومة وثورة الملك والشعب في مواجهة السلطات الاستعمارية الفرنسية. في كلمته التي ألقاها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة بمناسبة الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد الملك على أن الاستعمار «خلف أضرارا كبيرة، للدول التي كانت تخضع لحكمه. فقد عرقل مسار التنمية بها، لسنوات طويلة، واستغل خيراتها وطاقات أبنائها، وكرس تغييرا عميقا في عادات وثقافات شعوبها. كما رسخ أسباب التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وزرع أسباب النزاع والفتنة بين دول الجوار.»
علاقات السلطات المغربية بالمستعمرين السابقين للبلاد، وخاصة فرنسا، ظلت على العموم جيدة منذ استقلال البلاد، ولم يسبق أن طرحت قضية الاعتذار أو التعويض عن أضرار الاستعمار، اللهم إلا من طرف بعض الهيئات المستقلة مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي أطلقت حملة في هذا الصدد سنة 2012 بمناسبة مرور 100 سنة على توقيع معاهدة الحماية. كما انتقد الملك «بعض الدول الغربية، التي لم تطلب الإذن من أحد، لاستعمار بلدان الجنوب، بدل تقديم الدعم اللازم لشعوبها، تتمادى في فرض شروط صارمة عليها، تعرقل مسارها الطبيعي نحو التقدم. بل إن الدول الغربية، والمؤسسات التابعة لها، لا تعرف سوى تقديم الكثير من الدروس، وفي أحسن الأحوال بعض النصائح. أما الدعم فهو ضعيف جدا ودائما ما يكون مشروطا».
أي نتيجة
View All Result