دخل عبد الحي بنيس مبنى البرلمان سنة 1977، كعون خدمة (شاوش) لدى إدارة الفريق الاستقلالي في مجلس النواب. مع مرور الزمن، استطاع هذا الموظف البسيط أن ينجز عملا توثيقيا لا يستهان به، ويصدر أكثر من كتاب حول المؤسسة التشريعية، من بينها «الموسوعة البرلمانية» في ثلاثة أجزاء. بنيس عايش أهم الأحداث التي كانت البرلمان مسرحا لها: انسحاب النواب الاتحاديين سنة 1981، ملتمس الرقابة 1990، حكومة التناوب…إلخ. وهو اليوم يقدم لقراء «زمان» شهادته حول 35 سنة قضاها داخل المؤسسة التشريعية.
التحقت بالبرلمان كعون خدمة (شاوش) لدى إدارة الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، في أكتوبر 1977. كيف تم ذلك؟ وكيف كانت بدايتك في المؤسسة التشريعية؟
البداية لها امتداد قبل سنة 1977، إذ أنني من مواليد مدينة فاس سنة 1952، وهذه المدينة تعد أحد المعاقل التقليدية لحزب الاستقلال. في صغري، كنت أشتغل مع والدي في حرفة الخرازة، وفي الوقت ذاته أمارس النشاط المسرحي في إطار الشبيبة المدرسية الاستقلالية. ومن خلالها، صارت لي علاقة مع مسؤولي الحزب بالمدينة. حلت سنة 1977، وشارك حزب الاستقلال في الحكومة، وكنت يومها انتقلت إلى مدينة الرباط، وفتحت محلا للخرازة، لكن الأمور لم تسر بشكل جيد. فالتجأت إلى الحزب وقدمت ورقة بالأنشطة المسرحية والثقافية التي قمت بها في السابق إلى الراحل محمد بنشقرون المدير العام للحزب. فاقترح علي الاشتغال مع الفريق الاستقلالي في مجلس النواب كعون خدمة.
كان الفريق الاستقلالي يترأسه حينئذ عبد الكريم غلاب. وكان يتوفر على مكتبين: أحدهما خاص بالإدارة والآخر برئيس الفريق. ولحسن حظي، كنت أول موظف يلتحق بالفريق، فصرت بمثابة مشرف على المكتبين؟ لو كانت هناك مصلحة خاصة بالفريق الاستقلالي، لوضعوا لي كرسيا أمام الباب ألازمه في انتظار الأوامر، فأنا في الأخير مجرد شاوش.
حاوره خالد الغالي
تتمة الملف تجدونها في العدد 12 من مجلتكم «زمان»