ما تزال مدينة سلا القديمة، التي تم اكتشافها أخيرا على ضفاف وادي أبي رقراق، لم تبح بكل أسرارها، إذ ما يزال المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث يعمل على الكشف عن البنى التحتية الجديرة بمدينة كانت مزدهرة وقتئذ.
تتركز الأبحاث، حاليا، حول وجود مرسى الوادي الذي يقع في قلب الحملة التواصلية المنجزة في إطار الكشف عن المدينة. لأن وجوده من شأنه أن يعزز من هيبة اكتشاف سلا القديمة .ولهذا السبب، تم إجراء العديد من المسوحات لمحاولة تحديد موقعه .تبدو النتائج الأولى مشجعة، كما يوضح البلاغ الصحافي للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث: «بقايا متنوعة تشهد على وجود منطقة تمتد، حسب تقديرات أولية، على طول حوالي 230 مترا من الشمال إلى الجنوب .بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفريات التي أجريت جنوب المنطقة المعنية مكنت أيضا من الكشف عن منطقة مرصوفة كبيرة تحدها بقايا مبانٍ لم يتم التنقيب عنها بالكامل بعد ولكنها تثبت أهميتها بالنظر إلى وجود العديد من العناصر المعمارية، فضلا عن اكتشاف مذبح يشهد على وجود طوائف دينية» .لكن مسألة منطقة الوادي تبقى أيضا مرتبطة بمجرى وادي أبي رقراق الذي ربما تغير خلال القرون الماضية. هنا مرة أخرى، تجري دراسة طبوغرافية لفهم تطور قاع الوادي، ومن ثمّ تحديد موقع منطقة المرسى بشكل أكثر دقة. قبل أكثر من سنة، أعلن فريق من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث عن اكتشاف منطقة “أول“ مؤسى قديم في المغرب. «هذا اكتشاف مهم لأنها المرة الأولى التي نعثر فيها على بقايا تشهد على وجود منطقة مرسى قديمة في المغرب»، يقول عالم الآثار عبد العزيز الخياري، الذي أشار إلى أن تاريخ بناء المرسى قد يعود إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي من العصر الروماني. «سنواصل البحث والتنقيب لتحديد وظيفة هذه المباني وتاريخها. ولكن أيضا للعثور على آثار أخرى يمكن أن تقودنا إلى مرسى سلا»، يقول الخياري، المسؤول عن هذا المشروع الذي جرى إطلاقه في أبريل .2023
يونس مسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 134 من مجلتكم «زمان»