هم موهوبون بالفطرة، وبعد قدومهم إلى الدار البيضاء، استطاعوا، بتقنياتهم الخاصة، صقل مواهبهم في التجارة وتحريك عجلة الاقتصاد.. هنا، ورقة حول تجارب عصامية لسوسيين بالدار البيضاء.
لا يكاد أي حي في البيضاء يخلو من محل للبقالة صاحبه من أصول سوسية، قد يتساءل البعض، لم يحتكر السوسيون هاته التجارة؟ يمكن أن نجد بعض الإجابات في مؤلفي “الهجرة إلى الشمال: سيرة تاجر أمازيغي“ للمؤرخ الأمريكي جون واتربوري، و“العصاميون السوسيون في الدار البيضاء“ للباحث عمر أمرير. استطاعت هاته الدراسات أن تنفض الغبار عن تجارب بعض السوسيين الذين بصموا الهوية الاقتصادية لمدينة الدار البيضاء. مع بداية القرن العشرين، بدأت الدار البيضاء تستقطب مجموعة من التجار السوسيين، حركتهم روح المنافسة والتطلع إلى حياة أفضل، فاتجه عدد كبير منهم إلى العاصمة الاقتصادية. بحسب ما أورد واتربوري، فإن التاجر كلما كان يرجع إلى سوس، وآثار النعمة بادية عليه، يتساءل جيرانه قائلين: «إذا استطاع أن يقوم هو بذلك، فما الذي يمنعنا من القيام بالمثل» .هكذا، بدأوا يتدفقون على الدار البيضاء، واستمرت الأمور على هذا النحو إلى يومنا هذا.
شكلت سنوات الحرب العالمية الثانية نقطة تحول بالنسبة للسوسيين، حيث عززوا مكانتهم كبقالين، فيما نجح بعضهم في التحول إلى باعة بالجملة للمواد الغذائية، بالرغم من أن اليهود هم الذين كانوا يهيمنون على تجارة الجملة للمواد الغذائية، لكنهم تنازلوا عنها تدريجيا لصالح السوسيين، يصف واتربوري هذا التحول بالأهمية البالغة، «إذ غير من هرم السلطة في أوساط المجموعات السوسية في المدن».
تتمة المقال تجدونها في العدد 104 من مجلتكم «زمان»