يعود الحديث في كل مرة عن الظاهرة الشيعية المغربية، بغض النظر عن الجدال التاريخي المتمركز حول سؤال هل كان المغرب شيعيا أم لا في التاريخ القديم؟
ما تزال مساحات الغموض تحيط بتاريخ بداية النشاط الشيعي في المغرب، وما يزال الخلط ساريا بين التأثيرات السياسية لمناخ الثورة الإيرانية والحركات الشيعية العربية وبين التشيع كاختيار عقدي. فإذا كان صوت الحركة الشيعية المغربية قد عاد ليسمع، بقوة أكثر، بالتزامن مع عدد من الأحداث الإقليمية من قبيل الحرب التي تشنها السعودية على اليمن والتي يشارك فيها المغرب، فضلا عن الأزمة السورية وإقدام السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر، وذلك من خلال عدد من المواقف التي عبرت عنها جمعيات أو أفراد محسوبون على الطائفة الشيعية، فإن ماضي هذه الحركات ومنابتها والمسارات، التي قطعتها، ما تزال غير معروفة أو مبتورة من كثير من التفاصيل، إما لتجنب صانعي هذه التجارب الخوض فيها درءا للإحراج، أو لكون كاتبي تاريخ الحركات الإسلامية يدونون هذا التاريخ بكثير من الأدلجة والأحكام المسبقة والشخصنة والطائفية أحيانا.
المغاربة الشيعة إلى الواجهة
في 13 من شهر مارس من سنة ،2012 وقع حدث مأساوي مفصلي في التاريخ القريب للحراك الشيعي المغربي .إذ أن هجوم أحد المتطرفين السلفيين على مسجد الرضا التابع لمذهب أهل البيت، في العاصمة البلجيكية بروكسيل، سيؤدي إلى مقتل الشيخ المغربي عبدا لله الدهدوه 46 سنة إمام المسجد، وأحد أبرز الشخصيات الشيعية المغربية في المهجر. خلف الحادث موجة استنكار كبيرة في صفوف أتباع المذهب الشيعي المغربي، الذين تحول الدهدوه بالنسبة إليهم كرمز. فكانت جنازته التي أقيمت في مسقط رأسه في مدينة طنجة إعلانا عن أنفسهم وحضورهم، حينما شارك المئات من أتباع المذهب الشيعي في المغرب والخارج في هذه الجنازة التي أصرت عائلة القتيل على إقامتها في المغرب.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»