دفعت أحداث وجدة وجرادة، التي اندلعت غداة إعلان قيام إسرائيل، الحزب الشيوعي المغربي إلى أن يكون في واجهة الأحداث، داعيا المسلمين واليهود إلى تمتين الانسجام الذي عاشوه منذ قرون.
كان للأحداث السياسية بالشرق العربي، عقب صيف العام 1948، صدى واسع بالمغرب، خاصة فيما يتعلق بالإعلان عن دولة إسرائيل، حيث برزت انعكاسات هذه الأحداث بالمغرب، وبشكل مباشر في الاصطدامات الدامية والعنيفة التي عرفتها كل من مدينة وجدة ومناجم جرادة في العام ذاته. اختلفت الآراء حول هذه الأحداث، خصوصا حول الأسباب الحقيقية التي كانت وراء اندلاعها، وأيضا حول طبيعة العناصر التي قامت بدور مهم في تأجيجها.
في سياق ذلك، اتخذ الحزب الشيوعي المغربي موقفا حازما بشأنها، لاسيما أنها تمركزت بأكبر منطقتين صناعيتين بالناحية الشرقية من المغرب، حيث توجد نسبة مهمة من المناضلين الشيوعيين، مسلمين ويهودا، والذين غالبا ما كانوا يجمعون بين النضال السياسي والعمل النقابي. فمنذ 1948، بدأ الوطنيون المغاربة يحتلون مواقع متقدمة في التنظيمات النقابية المتحدة بالمغرب، التابعة للمركزية الفرنسية (C.G.T)، الشيء الذي أثار قلق الإقامة العامة.
محمد براص
تتمة الملف تجدونها في العدد 65 من مجلتكم «زمان»