انخرط عدد من المغاربة، مسلمين ويهودا من مدينة فاس، في الحزب الشيوعي (فرع المغرب)، غير أن صراعهم مع رفاقهم الفرنسيين وخلافهم مع إخوانهم المغاربة في العمل الوطني أديا بهم إلى التهميش والإقصاء.
يعد التأريخ للنشاط الشيوعي بالمغرب، خاصة في مراحله الأولى، مجازفة بحثية وذلك لعدة اعتبارات، أبرزها الغموض التنظيمي الذي كان يكتنف تلك الفترة، والالتباس الذي رافق طبيعة العمل السياسي للحركة الشيوعية بشكل عام .وقد ظلت الحركة الشيوعية مثار استلهام فكري، ونقد مستمر بين الأوساط الفكرية الغربية والعربية على حد سواء، وذلك بحكم تناول موضوعاتها من قبل عدد من المفكرين، الذين حاولوا تحليل جوانبها التنظيرية، وتحديد علاقتها بالفعل الاستعماري.
الإقصاء التاريخي لشيوعي الهامش
ارتبط مسار الـتأريخ للنشاط الشيوعي بالمغرب بأبعاد نظرية أكثر تعقيدا، حدد بعض عناصرها روني كَاليسو في رصده لنشأة الحركة العمالية والتحررية في علاقتهما بالوطنية والشيوعية في العالم العربي، حيث يمتزج الجانب القيمي للفعل السياسي بمفهوم الوطنية. كما تتشابك عناصر الأحقية والأسبقية الفكرية، في تحقيق قناعات التحرر من قيود الرأسمالية والاستعمار .ومن ثم استحضاره لمنظومة ثقافية يغلب عليها “الطابع العروبي والإسلامي“، هذا بالرغم من عنصر التداخل الحاصل ما بين المطالب الحقوقية والطموحات القومية التي ميزت مطلع القرن العشرين في عدد من الدول بالمشرق العربي.
محمد براص
تتمة المقال تجدونها في العدد 86 من مجلتكم «زمان»