كيف انخرط فنانون ومثقفون، أحيانا عن غير وعي، في المشروع الذي قدم المغربي على أنه غير متحضر ويعيش ظلمات القرون الوسطى، قصد استعمار البلاد.
للحصول على صورة واضحة عن المملكة، عملت السلطات الفرنسية على إرسال أسطول من المخبرين إلى السلاطين المغاربة. كما أنها لم تتردد في استخدام المعلومات أو التحليلات أو المقالات التي لم يكن مؤلفوها بالضرورة في خدمة الإدارة. لكن جيش علماء الأعراق البشرية والأنثروبولوجيا والجغرافيين واللغويين وعلماء الاجتماع كانوا بحاجة إلى الإدارة لاستكشاف بلد خطير مثل المغرب في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الدعم المادي (منحة الدراسة)، كما كانوا في حاجة إلى ضمان الأمن، وهذا كان متروكا للجيش. ومن بين هؤلاء، كان من سعى للحصول على المعلومات، والذي حاول إقناع الفرنسي العادي (القارئ، دافع الضرائب) بفائدة التدخل الاستعماري في المغرب، والذي قدم الوجه البربري للمغرب لإظهار الحاجة إلى التدخل من أجل تحرير السكان من الفوضى، وأيضا الذي نظر إلى المغرب بحب وافتتان… كل هؤلاء، عمدت السلطات الفرنسية لاستغلال أعمالهم.
مع قرب نهاية القرن التاسع عشر، أصبح واضحا وجود الفرنسيين في بلاط السلاطين. كان أشهرهم الطبيب فرناند ليناريس الذي دخل بلاط مولاي الحسن الأول.
موليم العروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»